في مدح الإمام الحسن المجتبى (ع)



قد كنت أرجو أن أصوغ قَصيدةَ الميلادِ .. في هذا المساء الطلقِ
لكنَّ ( الحسينَ ) .. جراحه سكنت فمي
فتحوّلت فيه الأغاريد البهيجةُ نوحةً .. وتحول النغمُ الطروبُ
إلى عويلْ .. يا كلَّ آياتِ النبوّةِ .. والأناشيدِ النديةِ
في شفاه المصطفى .. يا سبطَهُ المسمومَ .. قامَ ومزّق الأكفانَ
وهو يطوف حول البيت .. متّئداً .. ويسعى بين مروةَ .. والصفا
قعدوا .. ولم تقعدْ .. ولكنّ الخيانةَ في النخَيلةِ .. وانكفاءاتِ القبائلِ
حمّلتك من الشدائد ما كفى .. خذلوك وانتهبوا المصلَّى والمتاعَ
ونازعوك بساطك النبويَّ
ثمّ تأمّلوا أن يُسلّموك إلى ابن هند .. حيلةً .. وتزلَّفَا ..
غصصٌ .. على غُصص .. وهم من جرّعوا أضعافها
يوماً أباكَ .. فما احتفيتَ .. وما احتفى .. طعنتك شرذمةُ النفاقِ
ولو تخيَّرْتَ القتالَ .. بدا من الغدر المبيّتِ .. ما خَفَى
يا عزَّ هذا الدينِ .. كم ذلّت رقاب خالفتكَ
وكم من الفرسان حين البأسِ .. صار مخالفا ..
صلحٌ .. به حُقنت دماءٌ .. لو جرت .. لاتوا على الثقلينِ
موجدةً .. وحقداً تالداً .. وتعسفَا .. عهدٌ .. به بَيَّضت وجه المسلمينَ
فبئس من جافى .. وعزّك في الخطابِ .. وأرجفا ..
لو لم يكن نصراً .. فكيف بغى معاويةٌ عليك .. وما وفى ..
مهدتَ للثوّار دربهم الطويلَ .. فحمحمت خيل الحسينِ
وأدرك التاريخ أن النخلَ .. حين يموت من ظمأ .. يظل على الدوام مرفرفاً
ومعانقا هام السماء .. وواقفَا .. يا أيها المظلومُ ..
أمنحك الفؤاد مفتتَ الرئتينِ .. يخفق .. نازفَا
أهديك في الميلاد تاريخاً .. وشمساً لا تغيبُ .. ومصحفَا

Testing
عرض القصيدة