في مدح الإمام علي (ع) افض في يدي من كلّ قافية بحرا=لعلّ بحور الشعر تلهمني شعرا وردّ إلى عيني رؤاها فأنّها=بحبّك لا زالت مغيّبة سكرى وفكّ يدي من أسرها فيك ساعة=فما رغبت إلاّ على يدك الأسرا ولم تر أندى منك للحبّ منبتاً=ولم تلق وجداً من ضرامته أضرى لأنّك ملء الروح تهتزّ كالرؤى=إذا جنحت يوماً تعود بها دهرا سددت عليّ القول لا أنت مانع=وحاشا يديك البحر أن تمنع القطرا ولكن أرى للحبّ سلطان كافر=إذا آمنت روح يطيش بها كفرا فهات الرؤى محرورة الطيف تنحني=على نبعك المعهود يلهمها سحرا لارسم وجدي فيك عذراً مجملا=وآخر همّي فيك أن أبلغ العذرا أمير بيوت الوحي لست مغالياً=ولا ناطقاً زهواً ولا قائلاً هجرا أغالب فيك الوجد ليلاً منوّراً=وصبحاً مندى أعشب الجدب والقفرا لأنّي وجدت الله فيك فشدّني=لطلعته غيب وكشف لي سترا فما بين روح أيقظت في رفيفها=هواك وقلب أذهل الروح والفكرا وقفت أجيل الفكر حولك معجزاً=وسحراً تداعى فيك كي يبطل السحرا فلوح لي في كلّ أُفق غمرته=بنورك أعجاز وغيب لي غمرا واسرح في معناك فيضاً مطهّراً=وأبحر في المعنى فيأخذني المجرى وأقرأ في دنياك سفراً كتبته=بحدّ حسام صار في حدّه سفرا وقاربت فيك الخلد اكشف سرّه=فنازعني في كلّ مكتومة سرّا توحّدت في ذات الرسول فكنتها=لتملأ من صدر الرسول بك الصدرا وكنت كمثل الظلّ ترعاه يافعاً=وتحرسه شبلاً وتحمي له قدرا إلى أن دعا داعي الخطوب وكبرت=مأذنه واغتاظ شانئه كبرا حملت بكفّ ذو الفقار مجلّياً=به كرباً محمومة الملتقى نكرا وفي يدك الأُخرى بلاغاً ومصحفاً=به شارحاً من كلّ ذي عنت صدرا ومالت لزنديك القلوب تحوطها=ذراعاك تفري دونها مهجة حرى ففي يوم بدر اظلم الكون حولها=فكان لها ليلاً وكنت به بدرا وفي يوم أُحد ماجت الأرض تحتها=ودارت رحاها كي تكون لها قطرا ويوم حنين والرجال تناهبت=خطاها رمال البيد واجمة حيرى وقفت لها طوداً تباعد همّه=ويمناه عند الروع تسبقها البشرى وغائلة الأحزاب فاضت بخندق=إلى اليوم لم تدرك لخندقها القعرا لقد صوّبت فيك السماء سهامها=وكنت لمرماها كنانتها البكرا فكنت كتاب الله يحكي رسالة=ينوء بها صمتاً وتنطقها جهرا لتفخر بالقرآن نهجاً وثورة=ويحملك القرآن في يده فخرا وأسري في علياك مجداً مخلّداً=إلى آخر الدنيا فسبحان من أسرى تجلّى لنا يوم الغدير رسالة=مكتمة لم ترو حرفاً ولا سطرا تكالبت الدنيا عليه مغيظة=تضيق به خوفاً وتطعنه غدرا كما الشمس تعطيها السحائب هالة=لتنشرها نوراً وتمنحها طهرا تجمّلت الصحراء تلبس عريها=وليس من الصحراء أنقى إذا تعرى لتحضر عرس الوحي يحمل صوته=بلاغ رسول تمّم النعمة الكبرى ومرّت بك الأيدي تصافيك ودّها=وأضلاعها تغلي وأعينها عبرى لأنّك ما أبقيت عيناً ظميئة=إلى عمّه إلاّ ورويتها خسرا والسنة أفضت بما تحت طرفها=ليغدو رماد الغدر في يدها جمرا فربّ يد تسقي من الشهد اكؤساً=وفي زندها الواري تأبطت الشرّا إذا لم تكن كفّ سرى الوحي حولها=طوافاً كما يسري بكعبته الغرا أحقّ بأمر الله تؤتيه حقّه=لتمضي به في كلّ مانعة أمرا فمن ذا يقيل الركب غير امامة=مسدّدة لم تخش مسلكها الوعرا ومن ذا يرويها قلوباً وأكبدا=إذا لفظت بعد الظمأ صابها المرا سوى راحة تقضي مع الله ليلها=وقبل طلوع الفجر تبسطها فجرا تجاذب فيك الحقّ أطراف عمره=فكنت له في كلّ نازلة عمرا أطلّت بك الأُخرى بريقاً مطهّراً=تفيض على الدنيا كان لها نذرا فامسك سيف يرهب الدهر حدّه=ويومك حدّ زاد عن امسه بترا وما بين يوميك العصيين جنّة=من الخلق الوهّاج يغمرها عطرا تجمّلت الدنيا تريك نعيمها=ومرّت على عينيك يانعة خضرا وأرخت على كفّيك وافر درّها=لتحلبها ضرعاً وتركبها ظهرا فطلّقتها لم تدنها منك زينة=تجمّلها البيضا وتفتنها الصفرا وغيرك يهواها قياناً ودلّة=تهزّ له في كلّ سانحة خصرا فبين اكف نازلتك سقيمة=تدير كؤوس الليل مترعة خمرا وبين يد تؤوي من الجوع أهله=لتغمرهم ودّاً وتوسعهم برا وعينين عين تحرس اليتم ليلها=وأُخرى بقصر الشام غافية سكرا أرى أُمّة ضاعت وتاهت دروبها=تضيق بها صحرا وتلفظها صحرا إليك أمير المؤمنين أفيضه=ولاء صفا لم يبغ حمداً ولا شكرا وهبت له عشراً عجافاً ولم أزل=أرى فيه بعض الأجر لم يكمل الأجرا مزجت به في غربتي ألف ليلة=مخضبة للان لم تطلع الفجرا ومازلت ادعوها نعيماً وجنّة=وفيها مخاض العسر احسبه يسرا ولاؤك لي عرس يزفّ مع النهى=ثريا هوى يزهو بها الليل والمسرى وأن طلبت مهرا ثرياك غاليا=وكان دمي مهراً فما ارخص المهرا

Testing
عرض القصيدة