اطلّي…
فقد أينع الشوقُ وانداحَ عطرُ الحنين
وجئنا على الوعد ياامرأة زادُها الحزن والذكرياتْ
لأبنائها الراحلينْ
مع الشمس كي يُشعلوا ظُلمات المساءْ
لنقطف من شجر القلب أشهى القصائدْ
وننثُرها بين كفيك يُنبوع ماءْ
قرابينَ
لكنها…
يالفرط البلاهة
من أحرف مطفآت
لكيما…

تُضمّد أحزانها وتطيرْ
وتبقين وحدك في وحشة الدرب
ترعين غرس الدماءْ

***

ولكنه العشق سيدتي فاعذريني
إذا ما خدشت حياء القصيدةْ
فجاءتْك ترقص في موكب الحزن مأنوسة بالجراحْ
وقد راح غيري يروّيك بالأدمع الخاثراتْ
ففي حضرة الوجد مَنْ ذا يُطيق إغتصاب الحروفْ ؟

***

إذا ما انتحيت عن السرب حلّقتُ وحدي
أُعير جناحيَّ للريح كيما تحلّقَ بي للفضاءْ
فلا أُفق.. غير العيون المليحات يستوطن الشعرْ
لا شيء يُطرب هذا اليراع المعنّى
سوى لغة منكِ تذكي لظاهْ
ليرحلَ نحو النجومِ البعيدةْ

ويبحث عن لغة طعمها العشق
عن لغة لونها العشق
كي يستعير القوافي
ليستلهم الذكريات العذارى
ويروي الحروف الظماءْ
ويعزف من وجع القلب ذكرى هواهْ
وذكرى صباهْ
وذكرى الليالي الجميلةْ
فأنت العيون التي ألهمت ريشتي كلّ هذا الغناءْ

***

وأنت العيون التي شاغلتني خطاها طويلاً
وأوسعتها غزلاً
ذبت فيها جوى
سرت من أجلها في دروب المنافي
تأرجحت فوق حبال المشانقِ
خالفت في شرعة الحب كلّ القوانينِ
عارضت كلّ رجالِ القبيلةْ
فلولاك..

لولاك..
يا حلوتي ما تجشمت هذا العناءْ

***

وسافرت بين سواحلها الزرق
أبحث عن نورس أنكرته الشواطيء
ضاقت بعينيه كلّ الدروبْ
وقص جناحيه برد المدينةْ
جزيرته في أقاصي البحار
وأعراقها في حنايا السماءْ
يجيء على فرس الريح في كلّ عام اليها
ليُسمِعها الأغنيات الحزينةْ
ويحمل ما بين عينيه ذكرى جديدةْ
لملحمة الكبرياء
ليغرس
أعشاشها في الذرى
ويرحل عنها لُقىً في العراءْ

Testing
عرض القصيدة