المستهل: حسينُ أنت يا صوتاً إلى العقيدة = لغير الله ما أعطاهمُ وريده أي واحسينا = أي واحسينا *** الفقرة الأولى (1) الليلُ يا صغيرةً = لاذتْ بصَدرِ أمِّها ... في داخلِ الخيمَة والليلُ يا صغيرةً = تقولُ إنّ مُهجتي ... كالنارِ يا عمَّة ماءُ الفراتِ باردٌ = متى يَمَسُّ ثغرَنا ... أو تُمطرُ الغيمَة الليلُ طفلٌ ظامِئٌ = يقولُ إني خائفٌ ... مِن هذهِ الظُّلمَة تحوطُنا جحافلٌ = بجندِها وخيلِها ... تجتمعُ الأمَّة وبالنبالِ في غدٍ = ترشُقُنا أكفُّهم ... حِقداً بلا رحمَة تبكي العيونُ = أيا حسينُ ... يا خامسَ العترة قد روعتنا = وحاصرتنا ... عساكرُ الزمْرة واحسينا = واحسينا ومِن وراءِ خيمةٍ رأيتُ ظلّاً = كأنّها وديعةُ الكرّارِ زينبْ سِلاحُها الصّلاةُ في ليلٍ حزينٍ = سِلاحُها الدعاءُ فالقلبُ تأهّبْ تُجمِّعُ الأيتامَ والنساءَ صبراً = تضمُّ طفلةً على الرّمالِ تنحبْ وتمسحُ الرؤوسَ لكنْ بعدَ حينٍ = مَنْ يمسحُ الدّماءَ عن قلبٍ مُصوّبْ *** الفقرة الثانية (2) صلّى عليكَ اللهُ يا = خامسَ أصحابِ الكِسا ... مُخضّبَ الشيبِ صلّى عليكَ مُفرداً = رجالُهُ تبضّعتْ ... جنباً إلى جنبِ إنْ تسألوا عنْ عابسٍ = أشلاؤهُ توزَّعتْ ... في واهجِ التّربِ أو تسألوا عن قمرٍ = قد فصَلوا كُفوفَهُ ... مِنْ شدَّةِ الضَّربِ وعَن حبيبٍ خرَّقوا = أشلاءَهُ بطعنِهمْ ... في قَسْوةِ الحَربِ لكنَّهُ أذلَّهمْ = بعزمِهِ وقدْ بقى ... على خُطى الدَّربِ نُذَرُّ ذرّا = سبعينَ مرَّة ... لا نتركُ الثورة نفدي الأكارمْ = مِن آلِ هاشمْ ... نُقدّمُ النّحرا للغريبِ = للتريبِ يا ربِّ إنَّ القومَ حِقداً ظلموني = ومِن عذوبِ المَاءِ عمداً منعوني يجري الفراتُ بارداً أمَّا رضيعي = تفطَّرتْ أحشاؤهُ مِنَ الأنينِ قدْ بُحَّ صوتُهُ مِنَ البكاءِ حتى = تقرَّحتْ أجفانُه حولَ العُيونِ يا شيعتي مهمَا شربْتُم عَذبَ مَاءٍ = فلتذكروا حُلْمَ العُطاشى واذكروني *** الفقرة الثالثة (3) صوتٌ منَ المُخيّمِ = قفْ يا أبي لِلحظةٍ ... وانزلْ عنِ المُهرِ أنا سُكينةُ التي = ناغيتَها صغيرةً ... في أوّلِ العُمْرِ لي حاجةٌ مِن قبلِ أنْ = أراكَ بعدَ ساعةٍ ... مُكَسَّرَ الصّدرِ امسحْ على رأسي فقدْ = تيتّمتْ أحلامُنا ... يا كافلَ الخِدرِ وامسحْ على قلبي الذيْ = تفطّرتْ أحشاؤُهُ ... يلهبُ كالجَمرِ يتيمةٌ يتيمةٌ = بنتُ الحسينِ إنما ... اللقاءُ في الحشرِ تصبّري تصبّري = عَزيزتي صَغيرتي ... عليكِ بالصبرِ إنّ البلاءَ رحمةٌ = تنزّلتْ في كربلا ... في مِفصَلِ النحرِ فإنْ أراقوا دمَنا = عُدنا بشكرِ ربِّنا ... في سجدةِ الشكرِ عليكَ حُزني = يا نورَ عَيني ... تمشي إلى الموتِ وأنت كهفي = مِن كلِّ خوفي ... وشمعةُ البيتِ قفْ يا أخي واكشفْ ليَ الصّدرَ المُطهّرْ = وصيّةٌ مِن أمِّنا في يومِ عاشِرْ أشمُّ صدرَكَ الذي لن يرحموهُ = ترُضّهُ الخيولُ رضّاً بالحوافِرْ أشمُّ نحراً كلّما لاحَ بياضاً = تعلوهُ زُمرةُ الفسَادِ بالبواتِرْ وحينَ تبقى يا حسينُ في الترابِ = معفّراً تأتيكَ فِرقةُ الخناجِرْ قفْ ليْ أرَ التسبيحَ في وجهِكَ يسمو = وفي جبينِكَ الصّلاةَ والشعَائِرْ فأنتَ مِيراثُ النبيينَ وصوتٌ = يُنشدُهُ الأحرارُ في كلِّ المنابِرْ *** الفقرة الرابعة (4) يا مُفرداً مُحاصراً = والجيشُ من أمامِهِ ... كأنّهُ السّيلُ ألوى عِنانَ خيلِهِ = وغاصَ في جُموعِهِم ... يَرْقَبُهُ الأهلُ فجهّزوا حِجارةً = وهاجَمتهُ فِرقةٌ ... مِن طبعِها القتلُ رمتْهُ في جبينِهِ = فانشقّ نورُ وجهِهِ ... وانهمرَ الدمُّ ومرَّر الثوبَ على = جبهتِهِ يمسَحُها ... فاغتالهُ السّهمُ وهشّمَ الصدرَ الذي = يضمُّه محمّدٌ ... وانكسَرَ العظمُ فمال عنْ جوادِهِ = وحين أرخَى سَرْجَهُ ... هوى على الرَّملِ فأسْرع الشمرُ لهُ = وداسَ فوق صَدرِهِ ... بقسوةِ النّعلِ وسلَّ سيفاً مُجرماً = واحتزَّ رأساً طاهراً ... بالحِقدِ والغِلِّ !! جِسمٌ مُبضّعْ = والنورُ يسطعْ ... من مَنحرٍ دامي القلبُ يخشعْ = والعينُ تدمَعْ ... لثغرِهِ الظامي واقتيلا = واقتيلا وحينَ حَمحمَ الجوادُ بالصهيلِ = خرجنَ ربّاتُ الخدورِ بالعويلِ وقالت النسوةُ قد عادَ حسينٌ = بالماءِ قوموا أطفئوا نارَ الغليلِ فأسرعتْ سُكينةٌ إلى أبيها = فما رأتْ غيرَ الدماءِ والنصولِ وحوّمَ الجوادُ مِن حولِ الخيامِ = قالتْ له أين تركتَ ابْنَ البتولِ أرى عِمامةً بلا رأسٍ تدلّتْ = وأسمعُ التصفيقَ في تلكَ الطبولِ كأنَّ شيباً أحمراً هناكَ يبدو = يُقطّرُ الدماءَ في رُمحٍ طويلِ الحمدُ للهِ على كلِّ بلاءٍ = والحمدُ للهِ على الصّبرِ الجَميلِ *** الفقرة الخامسة (5) لكَ السّلامُ غائباً = وفي القلوبِ حاضراً ... يا أيّها المهدي لكَ السّلامُ ثائراً = وفي يديكَ رايةٌ ... تشتاقُها الأيدي يا طلعةَ البدرِ التي = تفرّعتْ مِن هاشمٍ ... سُلالةِ المجدِ فأنتَ في صَلاتِنا = وأنت في دموعِنا ... نقشٌ على الخدِّ وأنتَ في عقولِنا = عقيدةُ الولا مِنَ ال ... مهدِ إلى اللحدِ وأنتَ في لسانِنا = نشيدةٌ مفادُها ... نبقى على العهدِ إذا تقادمَ الزمنْ = فنحن يا إبنَ الحسنْ ... في أوّلِ الجندِ وإن أشرتَ سيدي = ستهتفُ الحناجرُ ... نحنُ على الوعدِ يا حجّةَ اللهْ = يا حجّةَ اللهْ ... نفديكَ بالرّوحِ عجّلْ فديناكْ = عجّلْ فديناكْ ... نفديكَ بالروحِ وا إماماه = وا إماماه متى نراكَ سيدي نوراً تشعشعْ = متى نَرى شمساً على الوجودِ تطلعْ متى نرى سيفاً على الظُّلامِ يهوي = كما هوى سيفُ الضّبابيِ وأوجعْ لنا رضيعٌ ظامئٌ مدَّ يديهِ = ما غيرَ سهمِ الموتِ في الطفِّ تجرّعْ لنا جنينُ فاطمٍ مذ أسقطوهُ = ما زال صَوتُ رفسِهِ في الكونِ يُسمَعْ لنا ضلوعٌ كُسِّرتْ يا لهفَ نفسي = إذا الضلوعُ كُسّرتْ كيفَ تُجَمَّعْ لنا بكربلاءَ جسمٌ مزقوهُ = وظلّ أوصالاً على الثرى مُوزَّعْ متى نرى عدلَ السّما ضاقتْ صُدورٌ = في كلِّ بيتٍ سيدي حقٌّ مُضَيَّعْ وأنتَ بابُ اللهِ يا حبلَ نجاتي = أعمالُنا بكمْ إلى السّماءِ تُرفَعْ

Testing
عرض القصيدة