وافتحْ جراحاتِ الهدى النّديَّة = لكي نُواسي المرتضى عليا وأجِّجَّنَّ كَسْرةَ الضُّلوعِ = و لطمةَ العينِ مِنَ الزكيَّة ولَمْلِمَنَّ مِنْ حشا الزكيِّ = ما قَطَّعَتْهُ تلكمُ الدّعيَّة وفجِّرنَّ زمزمَ المآسي = لكي تنوحَ قسوةُ البليَّة وامخُرْ لبابَ النفسِ لو تراها = حادتْ لدربٍ ماحلٍ قصيَّة واستنطقِ الأدهرَ عن حكايا = جادتْ بها السيرةُ أحمديَّة ليشهدَ الآتونَ والأوائلُ = أنَّ الجراحَ لم تزلْ طريَّة و الطفُّ ذي مدرسةُ السجايا = نسمتُها لمَّا تزلْ نقيَّة والشِّمرُ ما حزَّ سوى وريدٍ = صعبٍ بأنْ تقهرَهُ المنيَّة والنسخةُ الآنَ كما نراها = تكتبُها الأقلامُ أبجديَّة ففي القصيدِ حمرةُ الدماءِ = وفي الرويِّ صرخةُ الخطيَّة فانظرْ بعينَي باصرٍ تعنَّى = لا بالعيونِ الحُوْلِ والحيِّيَّة مازالَ ملقىً سيدي و مدمىً = مما أتتهُ العصبةُ الشقيَّة مازالَ ملقىً ثأرُكم ينادي = هلاَّ انتفضتم غيرةً أبيَّة مازالَ ملقىً ثأرُكم تشظّى = أيا أباةَ الضيمِ و الحميَّة مازالَ ملقىً والجوادُ يعدو = محمحماً في صيحةٍ قويَّة مازالَ ملقىً والخباءُ يبكي = مِنْ جَمرةٍ ظلتْ بهِ لظيَّة مازالَ والسافي عليهِ يحنو = عارٍ كأنْ ليسَ له هويَّة مازالَ والروحُ إلى التراقي = يصرخُ يا جدَّاهُ في الرزيَّة واللبوةُ المكلومةُ استطارتْ = بل أرعدتْ بالندْبِ يا أُخيَّا كأنّ في زفْرَاتِها رياحٌ = تقولُ مهلاً يا بني أميَّة لم تذبحوا شيخي وما استطاعت = شفرتُكُمْ أنْ تقتلَ القضيَّة أنتم ذبحتُمْ للحسينِ شِبهاً = أَوْ لا ؟ فقوموا عاينوا الدّنيَّة في كربلا قصرُ الحسينِ ذاكَ = يفتحُ أبواباً إلى الرعيَّة الحاجبُ الشيخُ نعمٍ حبيبٌ = يأذنُ إصباحاً إلى العشيَّة والشِّربُ من جودِ أبي المعالي = عباسِ في وقفتِهِ السَّخية يمُدُّ كفاً للضيوفِ تُعطي = أمناً إذا ما أعوزَ البريَّة وإذْ ترى الأنجمَ في سماهُ = تلألأتْ في تلكمُ المسيَّة فدقِّقّنَّ قد ترى غلاماً = يحملُ إلهاماً وأريحيَّة فإنَّهُ القاسمُ دونَ شكٍّ = ينثرُ من مبسمِهِ الهديَّة هذا الربيعيُّ على الفصولِ = قد آب في نغمتِهِ الشجيَّة وإنْ رأيتَ فارساً جميلاً = تسحرُكُمْ هيبتُهُ البهيَّة فاعلمْ بأنَّ الأكبرَ اخضرارٌ = يشتدُّ إنْ قدْ عَجْعَجَتْ سريَّة بالبأسِ والهيبةِ والشَّجاعةِ = وبالإباءِ جُمِّعتْ سويَّة والأنفسُ النَّوراءُ مَنْ فدَوْهُ = بل هم حواريًُّوهُ والرضيَّة قالوا لأنْ نذبحَ في هواكُمْ = صُحبٌ كرامٌ لم تكنْ مخزيَّة والآنَ هلاَّ أفصحَ الزمانُ = أَماتَ من بلَّلنا النديَّة ؟ أّماتَ والعالمُ كم ينادي = في إثرِهِ يا صاحبَ السجيَّة أماتَ من ألبَسَنَا المعزَّةَ ؟ = من نحرِهِ بأعظمِ الضحيَّة هذي وريقاتُ دمِ الحسينٍ = تبعثُنا من رقدةٍ عتيَّة فلتركعِ التيجانُ في مداهُ = ولتنحنِ بأروعِ التحيَّة

Testing
عرض القصيدة