جفوتك والمشتاق يقتله الجفا= ونحتك حتى قيل مزّقه الوفا ومثلي على الأيام لو كرَّ أظلمت =وما وسَنَتْ عيناه والفقرُ ما غفا وليست صروف الدهر تزعج مضجعي =فسيان جار الدهر أو كان منصفا إذا أنت لم تلقَ الصعاب ملبياً =فلا تنضي للعلياء سيفاً مهفهفا وكن ككريمات البيوت مخدّراً= وهمّك أن تبدو لزوجك أهيفا وإني القديم العهد في أن ترى على= متوني دموع الضيم يُبدي التأسفا وما خضت نار العشقِ إلا تسعّرت =قلوب على منآيَ قد صرن عجفا ولو كنت طوداً كنت في الأرض يذبلاً =ولو كنت سيفاً كنت في الحرب مرهفا وإن جئت فعلاً راق للناس فعلُه =وإن قلت قولاً كان بالفعل مردفا ورغم ملاقاتي المكاره باسلاً =جعلتَ فؤادي من فراقك مدنفا فلولاك بت الدهر كالدهر حاكماً= ولكن دوام الحال في الحب ينتفى عصيب على المشتاق بعد حبيبه =ولا سيما إن كان قلبه متلفا وصعب الهوى في أن ترى الناس باسماً= وأنت أسى يعقوب في بُعد يوسُفا وإن انقطاع الغيث عام لمهلكٌ= فكيف وأعوامٌ خيالك يقتفى فلا أنت موجودٌ فأكَحَلَ ناظراً =ولا أنت معدومٌ فأشكو التلهفا آما آن فتق الرَّتق في شر عصبة= ولست لوعد الله حاشاك مخلفا أترضى دعي الأصل يطمس أقبراً= كراماً بسامرا ويثربَ والصفا أتغضي وزند الغيض لم يخبُ وارياً= على نسوة للشام سِيرت تكلّفا يسير بها شمرٌ يعنّف تارةً =بشتمٍ وتاراتٍ بسوطه عنّفا فيا غَيرة الجبار عماتُكم غدت =تَلقّفها أيدي البلاء تلقفا ويمشتُ جذلانا يزيدُ بزينبٍ =علام أخوك القرم في الرمح طُرّفا أهذا ابن مطعان الفوارس في الوغى= غدا من غفير الطعن للسمر مهدِفا ويزجرهم زجر الرعاة قطيعها= ويسخر من فهر ويمدح خندفا وينكت بالأعواد ثغر ابن فاطمٍ= على الملأ الأدنى ويا ليته اكتفى فشجَّ جبيناً دام لله ساجداً =وأدمى الذي منه النبي ترشّفا فزُعزِع عرش الله عن مستقره =وقُوِّض ما قد كان للوحي مألفا ويا عجباً تسبى نساؤك حسّراً= وأنت بغير الدمع ما كنت مذرفا فجرد رعاك الله عضباً ذبابه= إذا مس وجه الأرض للأرض نصّفا يكاد سنا برقه والصبح أبلجٌ= ليذهب بالأبصار لولا ترأفا ولو شاء إهراق الدما في جهنمٍ =لغصّت بما فيها وإضرامها انطفى ولا غرو إن أفنيت حتى بريئهم = فكلٌّ بقتل السبط من غلّه اشتفى وإني إمني النفس فيك مجاهراً= وويل أبي إن كنت في من تخلّفا متى ترتقي بين الخميسين منبراً =وتخطبُ للعلياء فيهم معنفا ونُعلي هتافاً يا لَثارات فاطمٍ= بمن هتفوا يا لَلوليد تزلفا ونغزوا ولا أمٌّ لنا فوق بغلةٍ= تُدير شؤون الحرب فينا تعسّفا ونطعن بالأرماح من كان مقبلاً= فلا النعش مرمانا ولا من تخطّفا نحفُّ كراماً من ذؤابة هاشمٍ= ومن رام نيل المجد فيهم تكتّفا ويا ليتني في النار أغري سعيرها= وإن عاقني ألقى الجنان مشرّفا فأُحرِق رجساً عاب أضلعَ فاطمٍ =وأتلف كفّاً متن زينب أتلفا يسر الفتى ملقى الردى في يتيمة= فكيف إذا خد اليتيمة قُطِّفا وما تنفع القرم النجيب مروءة =إذا لم يكن يفدي الحسين تشرفا وإن قيل لي مهلاً كفاك تطرّفاً= فيا ربُّ زدني في الحسين تطرّفا يفوح على الأكوان طيب ابن فاطم= ومن يستزيدُ الطيب لم يكُ مسرفا

Testing
عرض القصيدة