إِنَّ الفِرَاقَ لَشِبهُ مَوتٍ
دُونَهُ مَلَكُ المَمَات إِذا ارتَقَى قَدرُ الغِيابِ
و كَانَ رُوحُكَ مَن أَحَبْ
و هوَ المَمَاتُ بِعَينِهِ
لَو تُهتَ أروَاحَاً نَقَشتَ رُسُومَهَا
عَن ظَهرِ قَلبْ
و لتَلتَمِس عُذراً إذَا نَطَقَتْ بِنَدبْ
فَأنَا الهَزِيعُ و لَستُ أعلَمُ للهَزِيعِ مُدَامَةً غَيرَ الوَتِينْ
إذ كُلَّمَا زَادَت صُرُوفُ الدَّهرِ إمعَاناً
و رَبِّكَ سَيِّدِي، يَمَّمتُ شِعرِي
شَطرَ طَيبَةَ
شَطرَ لَاهُوتِ الجَلَالَةِ تَارِكاً مَاءً مَهِينْ
يَمَّمتُهُ لَوذاً بِآنَاءِ المَحَارِيبِ العَتِيقَةِ
و القِبَابِ إذَا استَوَت خَجلَى
يُرَامِقُهَا الحَنينْ
يَمَّمتُهُ بِيَقِينِ إيمَانِ الفَصِيلِ بِأمِّهِ
لَو غَابَ غَادَرَهَا الحَبَبْ
يَمَّمتُهُ و فِدَا تُرَابِكَ تُهتُ مُنصَرَفَ البَيَانِ
و قَد تَنَكَّرَتِ العَرَبْ
فبطيبة يممته قُدَّاسَ وَحيٍ ( عَسكَرِي )
و وَرَدتُهُ كُلِّي يَقِينٌ ( حِميَرِي )
هَيهَاتَ يَخبُو أو تُزَعزِعُهُ السُيُوفْ
و بِطَيبَةٍ
طَالَ الوُقُوفْ
فلعَلَّ ذِكرَاهَا تُعيدُنِي لِلحَيَاةْ
و لَعَلَّنِي مِن بَعدِهَا يا سيدي أَقوَى المَمَاتْ
لَمَّا وَردتُ و حَقَّ لِي بِوُرُودِهَا
أنْ أستَكِينْ
لَمَّا رَأَيتُ بِطَيبَةٍ
تِلكَ القِبابَ قَد اختَلَت عَن ذِكرِهِ
و رَأَيتُ سَامِرَّاءَ سُوَّت بِالأَدِيمِ
و ظَلَّ نُورُهُ كَالشَّفَقْ
سُبحَانَ رَبِّكَ إذ خَلَقْ
سُبحَانَ رَبِّ العَالَمِينْ
مَاذَا أقُولُ ؟ و لِي حُرُوفٌ أُثقِلَت عَيّاً
و لَو قَامَت أَتَوهَا حُسَّراً مِن كُلِّ فَجْ
مَاذَا أَقُولُ ؟
و نُورُهُ يَغشَى الهَوَى فَوجاً بِفَوجْ
يَا سَيِّدِي، لا لَستُ أجهَلُ وَصفَهُ
فَبِكُلِّ قًرآنٍ أَراهُ مُخَلَّداً
( بِاسمِ الإِلَهِ ) ، فَلَيسَ يَخطُرُ فِي عُقُولِكُمُ
و لَم تُبصِرهُ عَينْ
هُو بَيعَةٌ
خَرَجَت تَحَاذَرُ أهلَ بَكَّةَ بِالحَيَاءِ
فَلا الكَلِيمُ يَصُونُهَا بَل جِبرَئِيلْ
و لإِن تَليتَ جُذُورَ سَامِرَّا
تَرَى بَينَ السُّطُورِ مَعَالِمَ القُرآنِ يَنحَتُهَا الجَلِيلْ
يَا سَيِّدِي حَتماً تَفُوحُ وُرُودُهُ
و تَرَى انشِقَاقَ البَدرِ مَكبُولَ اليَدَينْ
يَا سَيِّدِي
مَا عَادَ تُجدِينِي النُّعُوتْ
يا سَيِّدِي هًو خَالِدٌ
لا، لا يَمُوتْ
يَا سَيِّدِي يَكفِيهِ أَحمَدُ جُّدُهُ
تَكفِيهِ فَاطِمُ أُمُّهُ
يَكفِيهِ حَيدَرَةٌ أَمِيرُ المُؤمِنِينْ

سماهيج 22/2/2012

Testing
عرض القصيدة