شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرى الوصي

عــــدد الأبـيـات
48
عدد المشاهدات
2037
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2010
وقـــت الإضــافــة
12:09 مساءً

ذكرى الوصَيْ ذكرى: وهل تنفع الأحداث والذكرُ=إن لم يكن للورى في طيّها عبرُ ذكرى: وما ذِكَر الماضي سوى صور=بيضاء، يكمن فيها الثأر والحذرُ تبدو لتبعث من تاريخنا عظةً=يسمو بها غدنا الآتي ويزدهرُ وتلهم الجيل من آياتها سوراً=تشيع فيها لنا الآراء والفكرُ والذكريات: مثار الوعي.. تلهمنا=من هديها ما به نسمو ونفتخرُ وقبسة الحق في شعبٍ تقاسمه=حكّامه، وأضلّت عقله النذرُ ويقظة الروح في دنيا مساومةٍ=يسود فيها علينا الخائن الأشرُ ووثبة العدل والتحرير، في بلد=طغى به الجور حتى كاد ينفجرُ صونوا بها (غدكم) كيما ترون به=جيلا يرفّ عليه البأس والظفرُ فما (غدٌ) غير زرع قد تعهّده=(ماض) فازهر فيه الخير والثمرُ ذكرى الوصي: وكم قمنا نشيد=بها دهراً توالت به الأحداث والغيرُ وكم سبكنا القوافي في مآثرها=مدحاً تفيض على أوزانه الدرُ كأنما هي ملهاةٌ، نسخّرها للّهو=إمَّا دعانا اللهو والسمرُ ونحن والجور والطغيان يحرقنا=بناره، ولهيب الظلم يستعرُ نمرُّ فيها سراعاً.. لا تحرِّكنا=أحداثها، أو تقوّي عزمنا الذكرُ نزجي لها النغم المذبوح مرتجفاً=يذوب منه على أنّاته الوترُ ما قيمة الشعر إن لم يبنِ مجتمعا=حرّا تسير على منهاجه العُصُرُ سرّ الولادة.. دنيا في جوانبها=يسمو الخيال، ويغفو الظل والثمرُ دنيا، يصوّرها التاريخ معجزةً=تهوي على جانبيها الأنجم الزهرُ ويبصر الفكر فيها من دقائقه ما=ليس يدركه في نوره البصرُ اشعاعةً من وراء الغيب يسكبها=وحيٌ تشع به الدنيا وتزدهرُ تحوطها هالةٌ قدسية رفعت غشاوةً=عن وليد سوف ينتصرُ وشام فيه (علياً) في تألّقه رمزاً=من العدل تَجلى عنده الصورُ سرّ الولادة دنيا رفَّ في غدها=هدى الكتاب، فلا خوفٌ ولا حذرُ دنيا من الحق مرساةٌ قواعدها=يحوطها الأبلجان العز والظفرُ تمخضت عن حياةً حرّة بعثت=روح الجهاد، فلا ضعفٌ ولا خورُ تسير والدين والقرآن يغمرها=بوحيه، وجيوش الشرك تندحرُ وحيدرٌ يتلقاها، وفي يده سيفٌ=من الحق يطغى عنده الخطرُ يرمي فيحصد أرواحاً ملوّثةً=بالموبقات فلا يبقي ولا يذرُ وهكذا سار ركب الدين: في دعةٍ=روحيةٍ ليس يغشى صفوها كدرُ والوحي يبعث من قرآنه نظما=للكون، يعجز عن إدراكها البشرُ قرآن حق، وكم من حكمةٍ ظهرت=فيه، وكم من مجالي آيه عبرُ يمهّد الدرب للأجيال، يغرسه=زهراً، تموج به النّعمى وتنهمرُ والدين أنشودة الأرواح ماج بها=سمع الحياة، وشعّت عندها الفكرُ يُلقي بأعماقنا من وحيها صورا=للحادثات، ليبقى بعدها الأثرُ (وأحمدٌ) (وعليٌ) يبعثان بها من=ثورة الحق ما يعلو ويشتهرُ هدىً دعامته حقٌ وتضحية=ودعوةٌ يتهاوى عندها القدرُ يا سيّدي، يا إمام العدل معذرة=فقد تبدّل منا الرأي والنظرُ بعثته مثلاً أعلى ينير لنا طرق=الهداية إمَّا خاننا البصرُ وقلت هذا سبيل العدل منبلج=أمامكم، ومعين الحق منهمرُ حتى مضى الفجر لم نحفل بطلعته=ولم يقم في مجالي أفقه نذرُ وأصبح الدين في أفواهنا كَلِماً=نقولها، ثم تمضي وهي تستعرُ يمدُّنا الغرب بالنجوى، فنتبعه=عُمي البصائر، لا رأيٌ ولا فِكَرُ ويبعث الرأي مسموماً فتلقفه=أرواحنا بخشوع وهي تحتضرُ كأننا لم تقم في أفقنا فِكَرٌ تهدي=الصواب، ولم تنصب لنا سررُ ولم نشيّد من الأيمان مملكةً يهوي=لها الملك إعظاماً ويندثرُ ماضٍ لمس به أقصى السماء عُلاً=مضى، ولم يبق إلاّ الحزن والذكرُ فابعث لنا قبس الأيمان مؤتلقاً=عسى يعود لنا الماضي فتزدهرُ
Testing