شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذكرى الغدير

عــــدد الأبـيـات
94
عدد المشاهدات
2881
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2010
وقـــت الإضــافــة
12:08 مساءً

ذكرى الغدير رقَّت فداعبها خيالٌ أزهرُ=وصبت فسال بدمعتيها الكوثرُ وغفَتْ على نَغَمِ العواطفِ في الهوى=فمضَتْ تبثُّ لها الغرامَ الأسطرُ عودٌ تخيَّرها الخيالُ يراعةً=للشعرِ يلهمُها البيان فتسطرُ تتفجَّر الأوزانُ من أعماقِها=فيسيلُ من بين القوافي عبقرُ ظمئَتْ فأرضَعَها الولاء (محمدٌ)=وجرَتْ فأرْشدَها الحقيقةَ (حيدرُ) فتراقَصَتْ طرباً على لحنِ الولا=ومضَتْ بآياتِ الغديرِ تبشرُ عيدُ الغديرِ وأنت فجرُ حقيقةٍ=نُشِرَتْ فخلَّدَها الكتابُ الأطهرُ تتمايلُ الأرواحُ في أنسامِهِ=فتروحُ تعبقُ بالشّذى وتعطرُ وترفرفُ الأطيارُ في أغصانِه=طرباً وكلٌّ ضاحكٌ مستبشرُ حتى الملائكُ أقبلَت في موكبٍ=للحقِّ ترتشفُ الولاءَ فتسكرُ عيدُ الغديرِ وأنت سرٌّ خالدٌ=يوحي لنا الحق الصراحَ وينشرُ نثرَتْ لك الأسحارُ من نسماتِها=درراً بآياتِ الصباحِ تنورُ وهفَتْ لك الأرواحُ حيثُ تطلَّعَتْ=للحقِّ يملأُ جانبيْك ويغمرُ حدِّثْ فأنت من الزمانِ لسانُه=وأبِنِْ لنا الأحداثَ كيف تصوَّرُ وارسمْ لنا صورَ الغديرِ فطالما=جهلتْ به فئةٌ وضلَّ مصوّر فلقد طغَتْ فوقَ المشاعرِ موجةٌ=للجهلِ تنذرُ بالفسادِ فتهدرُ غمرَتْ عقائدَنَا بسيلٍ جارفٍ=مما رآهُ وبثَّهُ المستعمرُ عيدُ الغديرِ وما تزالُ حثالةٌ=في العصرِ تنهى ما تشاءُ وتأمرُ نظرْت إلى التاريخِ في ظلماتِه=نظراً تكادُ به الحقيقةُ تسفرُ فإذا الغديرُ يشعُّ فوقَ سمائِه=والقدسُ من أنوارِه يتفجَّرُ لكنَّها والجهلُ ملءُ إهابِها=والحقدُ يغلي في الصدورِ ويسعرُ راحَتْ تبثُّ سمومَها ممزوجةً=بالشَّهدِ في فكرِ الشَّبابِ وتنشرُ برَّاقةً بالمغرياتِ مليئةً=بالمخزياتِ وبالهدى تستهترُ ومضَتْ تحرِّفُه على ما تشتهي=أحلامُها ممّا تحسُّ وتبصرُ فتولَّدَتْ من بينِ ذلك نزعةٌ=أمويّةٌ فيما تراهُ وتنظرُ عيد يسيلُ القدسُ من جنباتِهِ=ألقاً فيغمرَ صفحتيْه الكوثرُ شمسُ الرسالةِ في سناها قطبُه=وهدى الإمامةِ في سناها محورُ جمحَتْ بي الأفكارُ في صحرائِهِ=والنارُ في أحشائِها تتسعّرُ والشَّمسُ تسكبُ من سناها خمرةً=في مبسمِ الأفقِ الجميلِ وتقطرُ والأرضُ وهي مجامرُ مملوؤةٌ=حمماً تثورُ وبالصواعقِ تنذرُ تبدو كأحداقِ الصباحِ توقَّدَتْ=جمراً يموجُ كما تموجُ الأبحرُ فرأيتُ أحداجاً تصفِّف منبراً=أسمى من العرشِ الرفيعِ وأنظرُ رفَّت عليه من القداسةِ هالةٌ=للحقِّ يغشاها الجلالُ فتزهرُ وإذا بأحمدَ يرتقي أعوادَه=فيكادُ من طربٍ به يتكسَّرُ (ولو أن مشتاقاً تكلف فوقَ ما=في وسعِه لسعى إليه المنبرُ) والمسلمون وحسبهُم إيماءةٌ=من أحمدَ مما يقولُ ويظهرُ يتهامسون وفي القلوبِ تساؤلٌ=وعلى الوجوهِ تساؤلٌ وتحيُّرُ ماذا يريد بنا النبي (محمدٌ)=والكونُ يلهبُ والعواصفُ تهدرُ والصمتُ ضاقَ بهم فأطلعَ صورةً=للحق يرسمُها النبي المنذرُ خفقَتْ لها الأرواحُ في أعماقِها=وتلاقفَتْها للخلودِ الأعصرُ يبدو بها نصُّ الغديرِ مبيِّناً=أن الوصيّ هو الزعيمُ الأكبرُ وترى بها علمَ الولاءِ يهزُّهُ=الهادي وينشرُهُ الكتابُ الأطهرُ والمسلمون فمستظلٍّ تحتَهُ=يجري وآخرُ في الضلالةِ يخطرُ وهناك يظهرُ في الطليعةِ أحمدُ=ويعودُ حيث يُطلُّ منها حيدرُ يا سيِّدي والحق وهْوَ أشعةٌ=من لطفِ روحِكَ حرّةً يتفجَّرُ تتموّجُ الأفكارُ فيه فموجةٌ=تطغَى عليه وموجةٌ تتأخرُ وترفرفُ الأرواحُ فوقَ سمائِه=ظمأى فتنهلُ من رواه فتصدرُ والناس والأوهامُ تلعبُ دورَها=فيهم قطيعٌ في الفلا متحيِّرُ جَحَدوا الحقيقةَ وهي في إشعاعِها=أزهى من الفلكِ العظيمِ وأظهرُ وتجاهلوا نصَّ الغديرِ ففرقةٌ=منهم تحرِفُهُ وأخرى تُنكِرُ لكنَّهم نظروا هناك فأبصرُوا=نوراً يشعُّ من الغديرِ ويُزهرُ وتطلّعوا للنورِ وهْوَ ذبالةً=شعَّتْ فسارَ على هداها الأكثرُ فإذا (عليٌ) والهدى في موكبٍ=للحقِّ ينذرُ بالهدى ويبشِّرُ والوحيُ في طربٍ يوقِّعُ نغمةً=علويةً فيها النفوسُ تموّرُ يبدو فيخرجُ للحقيقةِ صورةً=تجْلىَ على لوحِ الخلودِ وتنْشُرُ يتلو بها سورَ الكتابِ مليئةً=بهدى (عليٍّ) وهْوَ صبحٌ مسفرُ اليومَ أكمَلْتُ الرسالة فيكمُ=لَوْلا الوصيٌ ففي هداه تبصَّروا يا سيدي شكوى إليك يبثُّها=حُصَّّتْ قوادمُه وضلَّ المنذرُ ومضَتْ به الأطماعُ في شهواتِها=فالدِّينُ من شهواتِها يتأخَّرُ ومشَتْ به فئةٌ فذاكَ مداهنٌ=فيه وهذا جاهلٌ ومقصِّرُ وتلاقفَتْه يدُ النفاقِ فتارةً=تبني وطوراً بالفسادِ تدمِّرُ وتبدَّلَتْ نظمٌ وجاءت أعصرٌ=تزهُو فتدعو بالصلاحِ وتهدُرُ فإذا بهذا الدِّينِ لعبةُ لاعبٍ=والحقُّ مهزلةٌ به يُستَهتَرُ والأجنبيُّ يدسُّ فيه مبادئاً=منه تعيثُ كما يعيثُ المنكرُ ويبثُّ فيه من التفرقِ بذرةً=تنمو على مرِّ الدهورِ وتكبرُ تنمو على مرِّ الدهورِ وتكبرُ=ويعودَ نحوَ جموعِنا فيسيطرُ والمصلحونَ وهم نيامٌ لا تَرَى=فيهم فتى بشقا الشعوبِ يفكِّرُ يتقلَّبونَ على الحريرِ وعندَهمْ=شعبٌ يفيضُ البؤسُ منه ويزخُرُ الخائنونَ وينكرونَ بلادهمْ=هذا يسلِّمها وذا يستعرُ والبائعونَ ضميرَهم بدراهِمَ=تغري النفوسَ ضعيفةً وتغيِّرُ والشاربونَ من المدامةِ خمرةً=تُغلَى بأكبادِ الشعوبِ وتُعصَرُ والمرتقون كراسياً منصوبةً=باسمٍ الرّعاةِ وبالمظالمِ تنجرُ أيها أميرُ المؤمنين وشرعة=قد كنْتَ ترأب صدْعَها وتأمُرُ جاءَ النبيُّ بها فوحَّد أمَّةً=عمياءَ لا تُهدَى ولا تتبصَّرُ فمضَتْ تزيِّنُها العقيدةُ مبدأً=والحقُّ تاجاً فوقَ رأسِك يظفرُ والدِّينُ قانوناً تسيرُ بضوئِهِ=قُدُماً فيهديها الطريقَ فتبصرُ حتى إذا رجعَتْ بها أحلامُها=للخلفِ عادَتْ في الضلالةِ تخطرُ ومضَتْ يدُ التفريقِ تلعبُ دورَها=فيها وتخلطُ صفْوَها فتكدَّرُ ومبادئ الإلحادِ وهي مليئةٌ=بالمغرياتِ مضَتْ تعجُّ وتهدرُ والمسلمونَ ولا ترى من رايةٍ=فيهم ترفرفُ بالإخا وتبشرُ عبثَتْ بهم كفُّ العدوِّ فأصبحوا=للثائرين غنيمةً تُستصغَرُ وتطلَّعَتْ من بينِهم قوميةٌ=عصبيةٌ تردي الإخا وتدمِّرُ قوميةٌ عصفَتْ بنا فتفرَّقَتْ=منا الصفوفُ بها وضلَّ الأكثرُ فكأنَّ في النسبِ المعقّدِ نسبةً=أعلى من الدِّين الحنيفِ وأطهرُ أو أن في الأمجادِ منها مفخراً=أسمى من التقوى بها أو أف(..) كلاَّ ففي الإسلامِ خيرُ موحَّدٍ=فينا وفي التقوى نعزُّ ونظهرُ وبآلِ بيتِ الوحيِ خيرُ سفينةٍ=تجري بنا نحوَ الرَّشادِ وتعبرُ فولاؤهُم فرضٌ وحبَّهُم نجًى=للخائفين ونحنُ فيهم نفخرُ يا سيِّدي والشعرُ وهو عواطفٌ=تذكو فتسبكُ في الفؤادِ وتصهرُ وذبالةٌ من نورِ قلبٍ ذائبٍ=فيكم ينوَّرُ بالولا ويطهَّرُ لأقلّ من أنْ يرتقي لفضيلةٍ=فيجيدُ في تصويرِها أو ينشرُ فلقد سما معناك عنه لأنه=عرضٌ ينزَّه عنه هذا الجوهرُ لكنما الأشعارُ قربانٌ به=نحظى بلطفِكَ عندَهُ أو(..) فاقبلْ به لحنَ الوفاء فإنه=ذوبُ القلوبِ ودمعُها المتفجِّرُ
Testing