شعراء أهل البيت عليهم السلام - متى يشتفي من لاعج

عــــدد الأبـيـات
149
عدد المشاهدات
2861
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/03/2010
وقـــت الإضــافــة
1:54 مساءً

متى يشتفي من لاعج القلب مغرم = وقد لج في الهجران من ليس يرحم؟! إذا هم أن يسلو أبي عن سلوه = فؤاد بنيران الأسى يتضرم ويثنيه عن سلوانه لفضيلة = عهود التصابي والهوى المتقدم رمته بلحظ لا يكاد سليمه = من الخبل والوجد المبرح يسلم إذا ما تلظت في الحشا منه لوعة = طفتها دموع من أماقيه تسجم مقيم على أسر الهوى وفؤاده = تغور به أيدي الهموم وقتهم يجن الهوى عن عاذليه تجلدا = فيبدي جواه ما يجن ويكتم يعلل نفسا بالأماني سقيمة = وحسبك من داء يصح ويسقم وقد غفلت عنا الليالي وأصبحت = عيون العدى عن وصلنا وهي نوم فكم من غصون قد ضممت ثديها = إلي وأفواه بها كنت ألثم أجيل ذراعي لاهيا فوق منكب = وخصرا غدا من ثقله يتظلم وأمتاح راحا من شنيب كأنه = من الدر والياقوت في السلك ينظم فلما علاني الشيب وابيض عارضي = وبان الصبا واعوج مني المقوم وأضحى مشيبي للعذار ملثما = به ولرأسي بالبياض يعمم وأمسيت من وصل الغواني ممنعا = كأني من شيبي لديهن مجرم بكيت على ما فات مني ندامة = كأني خنس في البكا أو متمم وأصفيت مدحي للنبي وصنوه = وللنفر البيض الذين هم هم هم التين والزيتون آل محمد = هم شجر الطوبى لمن يتفهم هم جنة المأوى هم الحوض في غد = هم اللوح والسقف الرفيع المعظم هم آل عمران هم الحج والنسا = هم سبأ والذاريات ومريم هم آل ياسين وطاها وهل أتى = هم النحل والأنفال إن كنت تعلم هم الآية الكبرى هم الركن والصفا = هم الحج والبيت العتيق المكرم هم في غد سفن النجاة لمن وعى = هم العروة الوثقى التي ليس تفصم هم الجنب جنب الله في البيت والورى = هم العين عين الله في الناس تعلم هم الآل فينا والمعالي هم العلى = ينمم في منهاجهم حيث يمموا هم الغاية القصوى هم منتهى العلى = سل النص في القرآن ينبئك عنهم هم في غد للقادمين سقاتهم = إذا وردوا والحوض بالماء مفعم فلولا هم لم يخلق الله خلقه = ولا هبطا للنسل حوا وآدم هم باهلوا نجران من داخل العبا = فعاد المناوي فيهم وهو مفحم وأقبل جبريل يقول مفاخرا = لميكال: من مثلي وقد صرت منهم؟! فمن مثلهم في العالمين وقد غدا = لهم سيد الأملاك جبريل يخدم؟! ومن ذا يساويهم بفضل ونعمة = من الناس والقرآن يؤخذ عنهم؟! أبوهم أمير المؤمنين وجدهم = أبو القاسم الهادي النبي المكرم هم شرعوا الدين الحنيفي والتقى = وقاموا بحكم الله من حيث يحكم وخالهم إبراهيم والأم فاطم = وعمهم الطيار في الخلد ينعم إلى الله أبرا من رجال تتابعوا = على قتلهم يا للورى كيف أقدموا؟! حموهم لذيذ الماء والورد مفعم = وأسقوهم كأس الردى وهو علقم وعاثوا بآل المصطفى بعد موته = بما قتل الكرار بالأمس منهم وثاروا عليه ثورة جاهلية = على أنه ما كان في القوم مسلم وألقوهم في الغاضريات صرعا = كأنهم قف على الأرض جثم تحاماهم وحش الفلا وتنوشهم = بأرياشها طير الفلا وهي حوم بأسيافهم أردوهم ولدينهم = أريق بأطراف القنا منهم الدم وما قدمت يوم الطفوف أمية = على السبط إلا بالذين تقدموا وأنى لهم أن يبرأوا من دمائهم = وقد أسرجوها للخصام وألجموا وقد علموا أن الولاء لحيدر = ولكنه ما زال يؤذى ويظلم تعدوا عليه واستبدوا بظلمه = وأخر وهو السيد المتقدم وقد زعموها فلتة كان بدؤها = وقال: اقتلوا من كان في ذاك يخصم وأفضوا إلى الشورى بها بين ستة = وكان ابن عوف منهم المتوسم وما قصدوا إلا ليقتل بينهم = علي وكان الله للطهر يعصم وإلا فليث لا يقاس بأضبع = وأين من الشمس المنيرة أنجم؟! فواعجبا من أين كانوا نظائرا؟! = وهل غيره طب من الغي فيهم؟! ولكن أمور قدرت لضلالهم = ولله صنع في الإرادة محكم عصوا ربهم فيه ضلالا فأهلكوا = كما هلكت من قبل عاد وجرهم فما عذرهم للمصطفى في معادهم = إذا قال: لم خنتم عليا وجرتم؟! وما عذرهم إن قال: ماذا صنعتم = بصنوي من بعدي؟! وماذا فعلتم؟! عهدت إليكم بالقبول لأمره = فلم حلتم عن عهده وغدرتم؟! نبذتم كتاب الله خلف ظهوركم = وخالفتموه؟ بئس ما قد صنعتم وخلفت فيكم عترتي لهداكم = فكم قمتم في ظلهم وقعدتم؟! قلبتم لهم ظهر المجن وجرتم = عليهم وإحساني إليكم كفرتم وما زلتم بالقتل تطغون فيهم = إلى أن بلغتم فيهم ما أردتم كأنهم كانوا من الروم فالتقت = سراياكم صلبانهم وظفرتم ولكن أخذتم من بني بثأركم = فحسبكم خزيا على ما اجترأتم منعتم تراثي ابنتي لا أبا لكم = فلم أنتم آباءكم قد ورثتم؟! وقلتم: نبي لا تراث لولده = أللأجنبي الإرث فيما زعمتم؟! فهذا سليمان لداود وارث = ويحيي لزكريا فلم ذا منعتم؟! فإن كان منه للنبوة وارثا؟! = كما قد حكمتم في الفتاوى وقلتم فقد ينبغي نسل النبيين كلهم = ومن جاء منهم بالنبوة يوسم وقلتم: حرام متعة الحج والنسا = أعن ربكم؟! أم عنكم ما شرعتم؟! زناتكم تعفون عنهم ومن أتى = إليكم من المستمتعين قتلتم ألم يأت: ما استمتعتم من حليلة = فآتوا لها من أجرها ما فرضتم؟! فهل نسخ القرآن ما كان قد أتى = بتحليله؟! أم أنتم قد نسختم؟! وكل نبي جاء قبل وصيه = مطاع وأنتم للوصي عصيتم ففعلكم في الدين أضحى منافيا = لفعلي وأمري غير ما قد أمرتم وقلتم: مضى عنا بغير وصية = ألم يوص لو طاوعتم وامتثلتم؟! وقد قال: من لم يوص من قبل موته = يمت جاهلا. بل أنتم قد جهلتم نصبت لكم بعدي إماما يدلكم = على الله فاستكبرتم وظلمتم وقد قلت في تقديمه وولائه = عليكم بما شاهدتم وسمعتم : علي غدا مني محلا وقربة = كهارون من موسى فلم عنه حلتم؟! شقيتم به شقوى ثمود بصالح = وكل امرئ يبقى له ما يقدم وملتم إلى الدنيا فضلت عقولكم = ألا كل مغرور بدنياه يندم لحى الله قوما أجلبوا وتعاونوا = على (حيدر) فيما أساؤا وأجرموا زووا عن أمير النحل بالظلم حقه = عنادا له والطهر يغضي ويكظم وقد نصها يوم (الغدير) محمد = وقال: ألا يا أيها الناس فاعلموا لقد جاءني في النص: بلغ رسالتي = وها أنا في تبليغها المتكلم علي وصيي فاتبعوه فإنه = إمامكم بعدي إذا غبت عنكم فقالوا: رضيناه إماما وحاكما = علينا ومولى وهو فينا المحكم رأوا رشدهم في ذلك اليوم وحده = ولكنهم عن رشدهم في غد عموا فلما توفي المصطفى قال بعضهم: = أيحكم فينا؟ لا، وباللات نقسم ونازعه فيها رجال ولم يكن = لهم قدم فيها ولا متقدم وظلوا عليها عاكفين كأنهم = على غرة كل لها يتوسم يقيم حدود الله في غير حقها = ويفتي إذا استفتي بما ليس يعلم يكفر هذا رأي هذا بقوله = وينقض هذا ما له ذاك يبرم وقالوا: اختلاف الناس في الفقه رحمة = فلم يك من هذا يحل ويحرم أربان للانسان؟! أم كان دينهم = على النقص من دون الكمال فتمموا؟! أم الله لا يرضى بشرع نبيه = فعادوا وهم في ذاك بالشرع أقوم؟! أم المصطفى قد كان في وحي ربه = ينقص في تبليغه ويجمجم؟! أم القوم كانوا أنبياءا صوامتا = فلما مضى المبعوث عنهم تكلموا؟! أم الشرع فيه كان زيغ عن الهدى = فسووه من بعد النبي وقوموا؟! أم الدين لم يكمل على عهد أحمد = فعادوا عليه بالكمال وأحكموا؟! أما قال: إني اليوم أكملت دينكم = وأتممت بالنعماء مني عليكم؟! وقال: أطيعوا الله ثم رسوله = تفوزوا ولا تعصوا أولي الأمر منكم فلم حرموا ما كان حلا؟! وحللوا = بفتواهم ما جاز وهو محرم؟! ترى الله فيما قال قد زل؟! أم هذا = نبي الهدى؟! أم كان جبريل يوهم؟! لقد أبدعوا مما نووا من خلافهم = وقال: اقبلوا مما يقول وسلموا وإلا تركتم إن أبيتم رماحنا = وأسيافنا فيكم تسدى وتلحم وما مات حتى أكمل الله دينه = ولم يبق أمر بعد ذلك مبهم ولكن حقود أظهرت وضغائن = وبغي وجور بين الظلم منهم يقرب مفضول ويبعد فاضل = ويسكت منطيق وينطق أبكم وما أخروا فيها عليا لموجب = ولكن تعد منهم وتظلم وكم شرعوا في نقض ما شاد أحمد = ولكن دين الله لا يتهدم وحاشى لدين شيد الحق ركنه = بسيف علي يعتريه التهدم فحسبهم في ظلم (آل محمد) = من الله في العقبى عقاب ومأثم فإن غصبوهم أمر دنيا دنية = فما لهم في الحشر أبقى وأدوم فهل عظمت في الدهر قط مصيبة = على الناس إلا وهي في الدين أعظم؟! تولى بإجماع على الناس أول = ونص على الثاني بها وهو مغرم وقال: أقيلوني فلست بخيركم = فلم نصها لو صح ما كان يزعم؟! وأثبتها في جوره بعد موته = صهاكية خشناء للخصم تكلم ولو أدرك الثاني لمولى حذيفة = لولاه دون الغير والأنف يرغم وقد نالها شورى من القوم ثالث = وجرد سيف للوصي ولهذم أشورى؟ وإجماع؟ ونص؟ خلافة = تعالوا على الاسلام نبكي ونلطم وصاحبها المنصوص عنها بمعزل = يديم تلاوات الكتاب ويختم ولو أنه كان المولى عليهم = إذن لهداهم فهو بالأمر أعلم هو العالم الحبر الذي ليس مثله = هو البطل القرم الهزبر الغشمشم وما زال في بدر واحد وخيبر = يفل جيوش المشركين ويحطم يكر ويعلوهم بقائم سيفه = إلى أن أطاعوا مكرهين وأسلموا وما دخلوا الاسلام دينا وإنما = منافقة كي يرفع السيف عنهم وقالوا: علي كان في الحكم ظالما = ليكثر بالدعوى عليه التظلم وقالوا: دماء المسلمين أراقها = وقد كان في القتلى برئ ومجرم فقلت لهم: مهلا عدمتم صوابكم = وصي النبي المصطفى كيف يظلم أراق دماء المسلمين؟! فوالذي = هدانا به ما كان في القوم مسلم ولكنه للناكثين بعهده = وممن تعدى منهم كان ينقم أما قال: أقضاكم علي محمد = كذا قد رواه الناقد المتقدم فإن جار ظلما في القضايا بزعمكم = علي فمن زكاه لا شك أظلم فيا ليتني قد كنت بالأمس حاضرا = فأشركه في قتلهم وأصمم وألقى إلهي دونهم بدمائهم = فننظر عند الله من يتندم فمن كعلي عند كل ملمة = إذا ما التقى الجمعان والنقع مفعم؟ ومن ذا يساميه بعلم ولم يزل = يقول: سلوني ما يحل ويحرم؟! سلوني ففي جنبي علم ورثته = عن المصطفى ما فاه مني به الفم سلوني عن طرق السموات إنني = بها من سلوك الأرض والطرق أعلم ولو كشف الله الغطا لم أزد به = يقينا على ما كنت أدري وأعلم وكأين له من آية وفضيلة = ومن مكرمات ما تعم وتكتم فمن ختمت أعماله عند موته = بخير فأعمالي بحبيه تختم فيا رب بالأشباح (آل محمد) = نجوم الهدى للناس والأفق مظلم وبالقائم المهدي من (آل أحمد) = وآبائه الهادين والحق معصم تفضل على (العودي) منك برحمة = فأنت إذا استرحمت تعفو وترحم تجاوز بحسن العفو عن سيئاته = إذا ما تلظت في المعاد جهنم ومن عليه من لدنك برأفة = فإنك أنت المنعم المتكرم فإن كان لي ذنب عظيم جنيته = فعفوك والغفران لي منه أعظم وإن كنت بالتشبيب في الشعر أبتدي = فإني بمدح الصفوة الزهر أختم
Testing