شعراء أهل البيت عليهم السلام - الجفون المسهدة

عــــدد الأبـيـات
31
عدد المشاهدات
2006
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/01/2010
وقـــت الإضــافــة
7:26 صباحاً

فرَّ التقى وتبرّأ القرأنُ =ممَّن بهِم تتحكّمُ الأوثانُ إسلامُهُم ما كان إلا خدعة=ًفيها تجلّى الزورُ والبهتانُ باعوا الضمائرَ بالضلالِ وآثروا=دنُياً بها يتعطّلُ الوجدانُ وعدوا الحسينَ بنصره وتخلّفوا=عنه وعهدُ محّمدٍ قد خانوا والبغيُ أنهضهُم إليه وأعلنوا=حَرباً عِواناً قادها الطغيانُ وتجمّعوا حولَ الفُراتِ بخسةٍ=ما ردَهُم شَرفٌ ولا إيمانُ أطفالُه مثلُ الورودِ بِلا ندى=والماءُ جارٍ قُربُهم غِدرانُ والرعبُ حولَ نسائِهِ بعثَ الأسى=فيهنَّ وهو محاصَرٌ ظمآنُ سامُوهُ أن يَردَ الهوانَ أو الردى=وهل الصقورُ تُخيفُها الغُربانُ ؟ فأبى الهوانَ لأنَّ فيه مذلة=ًوبه لربّ محُمدٍ عِصيانُ أنَّى لشبلِ المرتضى أن يرتضي=عاراً حَوتهُ مذلَّةٌ وهوانُ فاختارَ حَرباً كاللهيبِ غمارُها=حمراء منها تفزعُ الأزمانُ وتبادرت نحو المنيةِ عصبة=ٌمعَهُ بها يستبشرُ الميدانُ وسمتْ أماجدُها إليه كأنَهُ=مَلِكٌ سَمَتْ لجلالِه التيجانُ ومَشتْ إلى الغمراتِ لاترجو سوى=رضوانِه فتباركَ الرضوانُ يمشي الهوينا نحو خيمةِ زينب=أُمِ العيالِ وكلّهُ اطمينانُ أصحابُهُ مثل الصقور ، كواسرٌ =عند اللقاء وكلهم إخوانُ قالت هل استعلمتَ عن نيَّاتِهمْ=وثباتِهمْ إنْ جالت الفُرسانُ فلعلهُمْ قد يُسلموكَ إلى الردى=بالخوفِ أو يُغريهِمُ السلطانُ فأجابَها إني اختبرتُ ثباتَهم=فوجدتُهُم وكأنَّهمْ عُقبانُ يستأنسونَ إذا المنيةُ أقبلتْ=والحربُ إن صَرَّتْ لها أسنانُ كالطفلِ يأنسُ في محالبِ أمّه=ويضُمهُ عندَ البُكاءِ حنانُ وبكتْ حناناً والدموعُ تَسيلُ من=جفنٍ به تتوقدُ الأحزانُ قال الحسينُ وقد تهدّجَ صوتُه=لاتحزني فلنا الجنانُ أمانُ أُختاهُ إنَّ الصبرَ خيرُ وسيلة=ٍلا يَذهبَنَّ بحلمِكِ الشيطانُ ومضت من الليلِ المُعذبِ فترة=ٌسوداءَ لم تَغفُ بها الأجفانُ لكن أبيُّ الضيمِ مالَ لغفوةٍ=أذكت جواهُ ، وطرفُهُ وسِنانُ وصحا فقالَ : رأيتُ كلباً أبقعاً=قُربي يلوحُ بوجهِهِ الكُفرانُ أنيابُهُ حمراء تَنهشُ مهجتي=ويبينُ في قسماتِهِ الخِزيانُ ثم استعدوا للردى فتحنطوا=والكلُّ منهُم ضاحكٌ جذلانُ والطيبُ راحَ يُشمُ مِنْ أجسادهم=طيباً به يستأنسُ الغُفرانُ
Testing