شعراء أهل البيت عليهم السلام - مع كلّ تسبيح نعانق هديه - مرثية الإمام الصادق (ع)

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
2839
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
09/11/2009
وقـــت الإضــافــة
1:03 صباحاً

مع كلّ تسبيحٍ نعانقُ هديَه (مرثية الإمام الصادق عليه السلام) أدموعنا؟ بل إنها لجمارُ = وتفجّع؟ بل ثورةٌ وقرارُ لا للرحيل وحسْبُ تلتعج الحشى= لا بل لشمس ٍ لم يصنْها نهارُ ! لسحابةٍ جحدوا عطاها بعدما = منها جرتْ بقفارهم أنهارُ ! لمنارةٍ عقّوا ضِياها وهي لمْ = تبخلْ بنورٍ والظلامُ سُعارُ ! لا للرحيلِ وحسْبُ تلتعجُ الحشى= بلْ للكريمِ جزاؤُه الإنكارُ ! ياسيّدي، مالمْ تُعنّي إنّني = قلمٌ ضئيلٌ ما به أحبارُ امنحْ فمي بعضَ البيان لذكرِكم= ففمي بدون بيانِكم إقْفارُ أنّى سيُرثى من به إحياؤُنا = ما مات مَنْ تحيا به الأحرارُ ما ماتَ، لكنْ قد فقدنا شخصَه= فبه تُعزّى العينُ لا الإضمارُ ونراه في وجه العبادة والتقى = نوراً تغيبُ بجنبه الأنوارُ مع كلّ تسبيحٍ نعانقُ هديَه = إنّا الترابُ وهديُهُ الأشجارُ دانتْ ثمارٌ للغصونِ، وإنّه = للجذرِ أولى أن تدينَ ثمارُ عجباً وقد قنعوا بضحلِ جداولٍ= والنبعُ فيهم حاضرٌ فوّارُ ! ياسيّدي، ورحلتَ، لو رحلتْ إذن= كلّ البسيطةِ ما هواستكثارُ فبكَ استقرّتْ، ليتَ أنفسَهم وعتْ= أنّ الأئمّة للحياة قرارُ فاقَ التألّمَ للرحيل تعجّبٌ = أنّ الورى عن مثلِكم فُرّارُ ! لم تمضِ يا ابن المصطفى إلاّ وقد= أمضى الولاية علمُكَ السيّارُ ورحلتَ إذْ ما عاد يجدي ضدّنا= لنعافكم قتلٌ لنا وحصارُ ربّيتَ جيلاً ليس من فردٍ به = إلاّ وفيه من النضارِ نُضارُ ووضُحتَ مثل الشمس رغم غمامهم= وانشق رغم الظالمين ستارُ وقدرتَ أنْ تفني الجموعَ بقدرةٍ = للعرشِ كان ببعضها إحضارُ ! لولا المشيئة للورى أن يُبتَلوْا = لجرتْ لكم بالأعرشِ الأقدارُ مهما عددنا فالقليلَ نصيبُه = منكم، وأكثرُ فضلِكم أسرارُ ! سُمٌّ به قُتل الإمامُ وإنَهُ = بضلوعِنا تبقى له آثارُ لهفي لصَدْرٍ ظلّ داراً للهدى = وإذا به لنقيع سُمٍّ دارُ !! غيّبتمُ شخصَ الإمامِ وإنّه = مهما فعلتم فالإمام منارُ ياسيّدي المسمومَ، هذا شأنُكم = أنّ الشهادةَ عندكم مضمارُ لكنّه الحزن الأليم لفقدِكم = حزنَ السواحلِ إذْ تغيبُ بحارُ نبكي، ومهما قد بكتْ أحداقنا = فهو القليلُ وإنْ هو الأمطارُ ! إنّي بطيبةَ والسوادُ رداؤُها = يومَ الفجيعة، والهمومُ دثارُ وشروقُها مثلُ الغروب، وشهدُها= هو علقمٌ، وهواؤُها الإعصارُ وإذا الدموعُ وقد عَدَتْ وجناتِها= بالفيضِ فابتلتْ بها الأنحارُ ! وإذا الصدورُ زفيرُها كمراجلٍ= وإذا القلوبُ وجيبُها الأشفارُ ! منّا السلامُ عليكَ ساكنَ يثربٍ = حتّامَ تصفعُ قبرَكَ الأحجارُ ؟! حتى متى تعوي هناك ذئابُهم = ويظلّ يُخنقُ بالدجى الزوّارُ ؟! أدركْ جدودَك، سيّدي يا قائمٌ = إنّ الدجى لم يبقَ معه نهارُ ! لم يُبقِ أشرارُ الورى من بقعةٍ= يحظى بسعدٍ عندها الأخيارُ !
Testing