شعراء أهل البيت عليهم السلام - في استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام

عــــدد الأبـيـات
63
عدد المشاهدات
2823
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/10/2009
وقـــت الإضــافــة
5:41 صباحاً

في استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام حُقّ البكاء على سجين الظالمِ=الصابرِ المظلوم موسى الكاظمِ و العينُ إنْ لم تبكِ رزءَ إمامها=بحرارةٍ أولى بها أنْ تنعمي و أضالع لم تحو حبّ أئمّةٍ=فمحاملٌ هي للضلال الجاثمِ تحيا القلوب بدمعة تجري على=مَن للقلوب همُ صميمُ البلسمِ أجر الرسالة للرسول محمدٍ=هذا البكاء على بنيه بمأتمِ جسرُ الرصافة كاد يسقط عندما=وضعوا الجنازة فوقه بتهكّمِ بل إنّ بغداد المدينة أجهشت ْ=بخفيّ دمع مع خفيّ تألّمِ و غدت أماقي المؤمنين سحائبا=و صدورهم أمست سعير تضرّمِ و اسودّت الدنيا بأعينهم فلا=فيها سوى أفق كئيب مظلمِ وغدا السوادُ لباسَهم لما رأوا=ثوب البياض على الإمام الأكرمِ سكن النحيبُ حناجراً ولقد غدا=عذب الشرابِ على الثغور كعلقمِ نزعوا الجنازة من أكفّ أراذل=كالكنز يُرفَع من وعاء أسخمِ أتباع آل محمّد مرآتُهم=تنبيكَ أوجههم بدون تكلّمِ بمصائب الأطهار فهي سحائب=و بسعدهم فوجوههم كالأنجمِ أما ادعاء الحبّ فهو توهّم ٌ=كم دمّر الإنسانَ طولُ توهّمِ هم يدّعون ودادَ آل المصطفى=و يقابلون سرورَهم بتجهّمِ وإذا مآتمهم أقيمتْ قابلوا=تلك المآتمَ للألى بتبسّمِ بل إنّ قوما همّهم أن يقدحوا=بموالدٍ تُحيا لهم ومآتمِ سلْ في العراق سجونها: أو قد بقي=سجنٌ ولم يرمِ الإمام بأسهمِ أو ظلّ قيد لم يحط ْ بعظامه=والدِّينُ كله فوق تلك الأعظمِ !! عشرون عاماً والإمام حبيسها=كالدرّ يُحبس في المحار المظلمِ عبقتْ بطول سجوده وقيامه=لهفي على ذاك السجين القائمِ حجج يصوم نهارها. وظلامها=يحييه ذكراً للإله المنعمِ لله من حاكى بطول سهاده=بحمى السجود سهادَ تلك الأنجمِ كم ذا تمنّى أنْ يكون بعزلةٍ=ليظلّ طول حياته كالمحرمِ ليذوب في عشق الإله وشكره=ويقين قلبٍ في زمانٍ قد عمي و الربّ قد لبّى الدعاء وإنما=اقترن الجواب مع ابتلاء مؤلمِ سنن الإله مع التقاة جميعهم=يسري البلاء بعيشهم سير الدمِ حتى يكونوا قدوة لمن اهتدى=و على البرايا حجة للمُبرمِ وغدا الإمام يزين نعمة ربّه=بعجيب صبر في البلاء المُحكَمِ قد حاولوا إغواءه بجميلةٍ=ظنّوه يتبع شهوةً كالحاكمِ فإذا الجميلة قد غدتْ قديسةً=بهدى الإمام وخاب قصد الغاشمِ طالتْ سنون السجن لكنّ الهدى=لاقى البلاء بصبره المتعاظمِ حتى إذا ضاق الطغاة بصبره=نعقتْ سمومٌ في خيال مُسمِّمِ لم يكتفوا أن يسجنوا شمس الهدى=ما بين قضبان بسجن مظلمِ لا بل أرادوا الشمس في بطن الثرى=كي لا يشعّ ضياؤها للمعتمِ خسئوا. فإن شموس آل محمّدٍ=أبداً بكلّ عصورها لم تُعدَمِ حتى النشور تظلّ نبع هدايةٍ=وتظلّ مصباحاً لكلّ العالَمِ ظلمٌ على آل الرسالة قد جرى=حتماً سيرجعُ نحو نحر الظالمِ سيكون يوم حسابه كفؤاده=لمّا يُطوّق جيده بمظالمِ يومٌ لعجزٍ في بيان كلامنا=فترانا ننعت لونه بالفاحمِ يومٌ يودّ الظالمون لو انهم=كانوا على ظهر الثرى كبهائمِ يوم يعض الظالمون أكفهم=ندماً ولكنْ لا نجاةَ لنادمِ لا ينفع الإنسانَ فيه عشيره=أو عرشُه أو كثرة في المغنمِ يوم به يأتي الطغاة كأنهم=بعض الذباب تداس دون ترحّمِ كانوا كلابا للحياة وغرّهم=لمعان معدنها وبعض تنعّمِ لهثوا وراء بريقها فتحوّلوا=لمنافق ولناصبٍ ولمجرمِ حتى إذا ألقوا بحفرة موتهم=كُشفتْ حقيقة واقعٍ متورّمِ تركوا العروشَ ولو دروا بمصيرهم=لم يشتروا تلك العروش بدرهمِ أوّاه يا موسى العظيم قد امتطتْ=هدبَ العيون دموعُها في المأتمِ في رحلةٍ للحزن حد وصولها=أن تصبح الأجساد بعض رمائمِ نحيا بكم ولكم أيا آل الهدى=وشعاعُكم نقفوه وسط غمائمِ هذا وإنّ الدمع يعدو كونَه=ماءً على الوجناتِ رهن مواسمِ هو ثورةٌ ضدّ الطغاة وشعلة ٌ=للحقّ تشعلُ عزمَ كلّ مقاومِ تلك الدموع لآلئ قدسية=صيغتْ عقوداً للولاء الدائمِ تزهو على جيد الموالي تحفةً=و تظلّ تزهو رغم كلّ مخاصمِ موسى بن جعفر أنت طبّ قلوبنا=إذ ْ أنّ داء قلوبنا بتفاقمِ سلْ سيدي ربا رحيما أن يهبْ=لقلوبنا التقوى و صدق تقدّمِ سلْ سيدي نصر الإله لأمة=قد نابها ضعفٌ و طول تشرذمِ والأمنَ سلْهُ لمن ضريحُك بينهم=فكسيل نهرٍ قد جرى سيلُ الدمِ سلْ لابنك المهديّ قربَ ظهورِه=فالأرض غصّتْ سيدي بمظالمِ مني السلام عليك قدْر تصبّرٍ=في صدركم يا سيدي وتحلّمِ وعلى الهداة محمد مع آله=ما مال رأس للسجود بمسلمِ
Testing