شعراء أهل البيت عليهم السلام - من المهد إلى الخلد

عــــدد الأبـيـات
44
عدد المشاهدات
2385
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
30/01/2014
وقـــت الإضــافــة
9:04 صباحاً

صدِيتُ ولمّا أنْ تملّكني الصدى=لجأتُ إلى مظماكَ ريًّا ومَوْرِدا ويالَكَ من ظامٍ تحوط ضفافَه=شفاهُ العطاشى قُبلة ًوتزوُّدا شرايينُها جفَّت وريُّك باردٌ=وشأنُ رياضِ الورد أن ترقبَ الندى ويالك مِن حيرانَ حارت بك النُّهى=وجُنّت بك الألبابُ عشقًا لتَرشُدا أحارُ كمَن حاروا بأجلى حقيقةٍ=فليس يُرى في الشمسِ إلا الذي بدا كفرتُ بما يحكي الرُّواةُ وما انطوت=عليه حكاياهم من السفِّ والسُّدى فولّيتُ شطرَ البحثِ كلَّ مداركي=لأمعِنَ فيما قيل فيك مُفنِّدا وأمخضَ من ثدي الحقيقةِ ضوءَها=وأقذفه في الزّيف سهمًا مُسدّدا فمزّقتُ أستارَ السديمِ محلّقًا=بآفاقِكَ الحُبلى وملكِكَ هُدهُدا لأكشفَ ما كان الستارُ يصونه=وأرجعَ بالعلمِ اليقينِ مُغردا تقحّمتُ من كلِّ البحورِ عميقَها=لأبحثَ عمّن جلَّ شأنًا وخُلّدا أفتشُ عن كلِّ الملوكِ ومجدِها=وعن كلِّ فذٍ عاش أو مات سيّدا وجئتُكَ حيث المهدُ يرعاهُ فِطرِسٌ=لأبدأ في آلاكَ من حيث يُبتدا ومِن حيث بنتُ الوحيِ تهمسُ تارة=بأذنيكَ أنفاسًا وأخرى تشهُّدا لأنهلَ من عينيك أضدادَك التي=يضجُّ بها ثغرُ الزمانِ تهجُّدا ولمّا تلمّستُ الحقيقةَ بعضَها=تَزعزعَ كلُّ الشكِّ حتى تبدَّدا فما كان مني حينها غير أنني=سقطتُ إلى الأعلى شهابًا توقَّدا فأدركتُ أنّ المهدَ بدءٌ لِمَا انتهت=إليه مقاييسُ الخلودِ على المدى وأيقنتُ أني لستُ أبلغ منتهىً=فما كان مِن ماضيكَ كان هو الغدا رأيتُك في عين العجوز مدامعاً=ورُمتُك في وجه الشبابِ تجلُّدا سمعتك في نبض الجنينِ ترقباً=وفي وجنةِ الطفل البريء تَوَرُّدا أراك على كلّ الوجوه حكايةً=فمِن أيّ وجهٍ تُستَمدُ فتُسرَدا؟ وجدتُكَ رقماً ليس يقبلُ قسمةً=له تنحني كلُّ الحسابات سُجّدا وقطبًا تشيرُ البوصلاتُ إليك مِن=قريبٍ وقاصٍ تستشفُّك مقصدا فلستُ على علمٍ بغيرِك مُنهَكاً=تحدّى غمارَ الموتِ فانصاعَ مَوْلدا فتولَدُ والحلاّجُ مازال غامراً=ودجلة يستجدي من المَيْتِ موعدا كأن فقاعات الطواسين فوقَهُ=بقايا غريقٍ ضلَّ فيه وما اهتدى ولستُ على علمٍ بغيرِك مُثخناً=يشدّ بكلتا قبضتيه على الردى فإنْ كنتَ من تحت الخيول مُمزقاً،=فأوصالك العنقاءُ تأبى تَبَدُدا ورأسُك من فوق الصليب علامة=تحيلُ إلى العلياء من رامَ سؤددا أشرتَ إلى النصرِ المؤزّرِ أن أجِبْ=فجاءك من خلفِ السماءِ مؤيِّدا وضمَّكَ حتى لفَّ أشلاكَ جبة=على طرفيها العزّ والمجدُ نُضِّدا ولستُ على علمٍ بغيرِك فاديًا=بقطعِ نحورِ المستميتين يُفتدى ولستُ على علم بغيرك هامداً=يمدّ القلوبَ الهامدات تجدُدا ولستُ على علم بغيرك ظامئًا=بأروعَ سقّاءٍ ظَميٍّ تفرَّدا ولم أرَ نحراً غيرَ نحرِك لم يزل=يضخُّ بأجداث النفوس تمرُدا ولم يرَ عقلي بعد عمقِ تدبّرٍ=سواك مصيراً وانتماءً ومَرفَدا فمهما وجدتُ السعيَ نحوَكَ شائكاً=ودرباً بحمّام الدّماءِ مُعبّدا أسيرُ على الأشواكِ نحوكَ ناسياً=نزيف جراحاتي إليك تودُدا تَلَذ بيَ الآلامُ والنزفُ عندما=تَمدُ إليها يا مسيحَ الهوى يدا وإن حالَ ما بيني وبينَك قاهرٌ=وددتُ فلو أُنفى إليك وأُطرَدا وإن عاد منك المُتخَمون بريّهم=ألحُّ عليهم في السؤالِ مُشددا ليُلقوا على وجهي "القميصَ" أشمّه=فيُبصرُ طَرْفي بعدما كان أرمدا وأحبسُ في صدري هواكَ تنفساً=شهيقاً أبى أنْ لا يعود تنهُّدا
Testing