شعراء أهل البيت عليهم السلام - قاسم في الطفوف

عــــدد الأبـيـات
92
عدد المشاهدات
2453
نــوع القصيدة
عامية
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/06/2011
وقـــت الإضــافــة
10:45 مساءً

المستهل: قاسمُ في الطفوفْ =يخترقُ الصفوفْ النصرُ للدماءْ =والموتُ للسيوفْ وحيدٌ في مواجهةٍ =بها جيشُ الضلالِ يزحفُ زحفا فريدٌ في صلابتهِ=وإسمُ حسينَ في الإصرارِ لا يخفى هو الفردُ هو الأمّه=وفردٌ أمة ٌ في الطف إذ وقفا يواجِهُهُم يقاتِلُهم=يقدِّمُ نفسَهُ لله قُرْبَانَا وإذ نَزَفَتْ وما وهَنَت=دماءٌ أصْبحَتْ للحقِّ عُنْوانا وقدْ مَاجتْ لها الدُنيا= فأحيتْ في ضمير ِ الناس ِإنسانا بها سَمِعوا بها بصروا=وكانوا قبلَهَا صمّاً وعميانَا هو السبطُ الذي أحيا=جميعَ الناس ِمصرَعُهُ وإن زُعْزِعَتِ الدُنيا =فلا شيءُ يُزَعْزِعُهُ فهيهاتَ الحسين ِعلتْ=وكلّ ُ الكون ِ يَسْمَعُهُ فلا السيفُ سيُثنيهِ=ولا الجيشُ يُرّ َكِعُهُ ولنْ يَخشى وحُوشَاً في=ثرى الطفِّ تقِطِّعُهُ ويحكي رأسُهُ السامي=وعيناهُ وأضلعُهُ رواياتِ الإباءِ لنا =لنحيا دائماً معَهُ لهُ في قلبنا قبرٌ=وفي الأحشاءِ مضجعُهُ فخذنا في رحابِكَ يا=أبا الأحرار كي نهنا بلقياكا وكي نحيا كما تَحيا=وسبحان الذي بالموت ِأحياك لكَ سِحْرٌ يُحيَّرنا =لنا عينٌ تذوبُ في مُحيَاكا لنا صَوتٌ نُرَدِدُهُ =عشقناكَ عشقناكَ عشقناكَ فخذنا لا تذرْنا في= حضيض ٍ من هوى النفس وعلِّمْنَا صُمُوداً مِن= ثباتكَ في حومةِ البأس ِ وكن شمساً على الدربِ=وأغلى من هذه الشمس ِ ولن تُطفا بأفواهٍ= ولن تَخَشى من اليأس ِ كَفى حزناً كفى بؤساً=عراقَ الجور ِوالتعذيبِ والقتل ِ تَرى الظلمَ تغلغلَ في =حبيباتِ الترابِ وحبةِ الرمل ِ يحاصرُهُ وَيَخنُقُهُ=بكابوس ٍ من الإرهابِ والذلِّ وجاثومٌ يُهَدِدُهُ=ويقتلُ بَسْمَة َالأطفالِ ِ في المَهْد ِ فتجويعٌ وترويعٌ=فراقُ الأهلِ ِ والتشريدِ والبعد ِ ومن خطبٍ الى خطبٍ=ومن صدرٍ الى صدرٍ إلى مهدي (1) مراجعُنَا أعاظمُنا=ضحايا البطش والتنكيل والحقد ِ فوا أسفي على النجفِ=يعاني من أعاديه ِ فحوزتُهُ التي كانت=بعلم ِ الآل ِ تُثريه ِ غدتْ بالدمع تندبُهُ=ويَرثيها وتَرثيه ِ تفوحُ روائحُ القتلى=وأشلاءٌ بواديه ِ وحزبُ البعثِ يُرعبُهُ=يعربدُ في أراضيه ِيقهقهُ هازئاً منهُ=وَيَطْعَنُ خنجراً فيه ِ ويبقى نَزفُهُ يجري =على عتباتِ أهليه ِ أيا نزفي من الطفِّ=تعالَ وخذ رياحيني من النجف ِ وطوَّفها على الشط ِّ=وضعْها فوق جرحكِ علها تَشفي فأجيالٌ من القتلى=أتتْ بدماِئها القدسيةِ تُوفي فقبلهَا وعانقْهَا=والبسها لباسَ العزِّ والشرفِ فكم قاستْ و كم عانتْ=وكم ذاقتْ من أذى الظالمْ وكم صمدتْ وكم صبرتْ=على جور ِذلك الغاشمْ وقد شمختْ إذ اقتبستْ=شموخاَ من موقفِ القاسمْ وإعدادٌ يهيؤها=لكي تمضي في خطى القائمْ مشاهِدُ كَم أكرِرُها=وأذكرها فتحرقني وتكويني فطفلٌ في قماطٍ قَدْ=سقاهُ عِداهُ من سهم ِ الشياطين ِ فما الذنبُ لطفل ٍ لمْ=يحاربْكم أيا أصحابِ سجِّين ِ وقاسمُ إذ ْ أتاكَ أيا=حسينُ ومنَ دماءِ النحر ِ قد لبَّاكْ أيا عَمي فداكَ دمي=أنا في العُسرِ والشدَّاتِ لن أنساكْ فكفنِّي وأرسلني=إلى الموتِ فإني سيدي أهواكْ ولن تَحلو ليَ الدُنيا=و أنتَ مُرمَّلٌ ومغسلٌ بدماكْ أيا عماهُ ودعْني =لكي أرضى ويرضى الربْ وخذ ْ روحي أيا روحي =فما لي دونَكَ مأربْ ولن أرضى بأن يبقى=دمي و دماؤك تشخبْ فدَعْهُ يسيلُ من نحريْ=فلن يُبلى ولن ينْضَبْ إذا ما انصبَّ تندكُ=عروشُ الظلم إذ ينصَّبْ ويبقى خالداً أبداً=وفي علييّنَ يُكتبْ وأحظى بالجنان ومنْ=مياهِ الكوثرِ أشربْ ومَن يحظى بنصرتِكمْ= ومَنْ والاكمُ فالجنَّة ُ مأواهْ ومَن جاءَ باحقادٍ=وَعَاداكمْ فإن جهنمَ مثواهْ رِضاكم مِنْ رضا اللهِ=فمن يرضاكمُ يا سادتي يرضاهْ هو الفوزُ العظيمُ ومَنْ= يفوزُ بهِ يُظلًّلْ تَحت ظلِّ اللهْ دموعي في مآتِمكم=هي الكنزُ هي الذخرُ وحُزني في مصائبِكم =رَصيدي إنْ أتى الحَشْرْ وفي قلبي لكمْ سحرٌ= وفي نفسي لكمْ سرُ شراييني وأوردتي=وذراتي لكمْ نذرُ لقد ظهرَ الفسادُ في=نواحي الأرض وانهارتْ بهْ الأممُ قد استشرتْ مَظاهرُهُ=وَأصبحَ موجُهُ في الناس ِيلتطمُ بأشكالٍ وألوان ٍ=جنودُ الشرِ والشهواتُ تزدحمُ فإغراءٌ فضائيٌ=وإغراءٌ على الشبكاتِ في الحاسوبْ بتخطيطٍ يُرادُ لنا=بأنْ ننهارَ أجوائِهِ ونذوبْ وبالتقوى نُحاربُهمْ=ونأبى أن نكونَ لهمْ عبيدَ ذنوبْ فيا أللهُ وفقنا=لأنْ نتحررَ من ذنبنا ونتوبْ فهلْ نبني على التقوى=أمْ في جُرُفٍ هار ِ ومَنْ يقبضْ على الدين ِ=كقابض جمرةِ النار ِ ودنيانا تعجّ بما=يباعدُنا عن الباري فقد حفرتْ لنا حُفرا ً=بشيطانٍ ومكًّار ِ وما زالتْ تُحَاربُنا =بإقبالٍ وإدبار ِ بترهيبٍ وترغيب ٍ=بعاطفةٍ وأفكار ِ فهل نبقى على الدربِ=ونثبتُ وَسْط َ إعصار ِ أم الدنيا تُعبِّدُنا =وتجرفُنا بتيار ِ نكونُ كما يريدُ الله=ويلقانا إلهُ الكون ِ حيث ُ يريدْ وهلْ نحيا بهيهاتٍ=فلا الإغراءُ يُثنينا ولا التهديدْ أم نبقى بأغلال ٍ=تُقيدُنا نعيشُ كما يعيشُ يزيدْ فلا سمعٌ ولا بصرٌ=ولا عقلٌ ولا دينٌ ولا توحيدْ هيَ الدنيا فلا تأمنْ=مصائدَهَا فتَرتَهنُ وكن جبلاً كمن صمدوا=وما ضَعُفُوا وما وَهَنُوا وكن حراً رياحياً=ولا ترضى بمن جبنوا وكن طيناً حسينياً=وعانق من بهِ ُعُجنوا
Testing