شعراء أهل البيت عليهم السلام - دعوت حمى الأحباب - ذكرى فاجعة البقيع

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
18548
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
10:09 صباحاً

دعوت حِمى الأحباب ذكرى فاجعة البقيع دَعَوتُ حِمى الأَحْبابِ يا مَوْطِنَ الإلْفِ=و يا غُرَّةَ الأمجادِ شامِخَةَ الأنفِ و يا مَشرِقَ الأقمارِ ما انفكَّ زاهِراً=بِلَيلَتِكَ الأقدارُ باسِمَةُ الطَّرف قَضَيْنا رَبيعَ العُمرِ فيكَ و إنَّما الحياةُ=بِبَعضِ العُمرِ جُزءٌ مِنَ الحَتفِ و كنا كسِمطِ اللَّيلِ نَطوي حَديثَنا=قَرائنَ أشواقِ الجَميلِ مِنَ العَطفِ إلى أنْ أدارَ الدَّهرُ كَفَّ صُروفِهِ=و لَيْتَ يَدَ الأيامِ مَجذوذةَ الكفِّ فأضحى شَتاتاً جمعُنا و تألَّبت=علينا غِلاظُ الدَّهرِ مَشحوذَةَ الصَّرْفِ فصِرْتُ أُسَلي النَّفسَ في ذِكرِ ما مضى=و أُطفي لَهيبَ الشَّوقِ في لُجَّةِ النَّزفِ و أرثي تُراثَ العاشِقينَ كما غَدَت=مَراثي بَني الزَّهراءِ في واجِبِ العُرفِ بَكيتُ قُبوراً في البَقيعِ لعُصبَةٍ=بهم تَمَّ دينُ اللهِ في مُحكَمِ الصُّحفِ و هَدَّ جِلادي دارِسُ الرَّبعِ مِنهُمُ=تَمُرُّ به الأحزانُ من بعدِ ما عُفّي قُبورٌ جَبينُ الشَّمسِ دونَ تُرابِها و=خَيْطُ جميلِ الصُّبحِ في رَملِها يَسفي لَكَ اللهُ يا حُكمَ الزَّمانِ لحادِثٍ=تَعَرّاكَ في شوال عن خِطَّةِ الخَسفِ لِفَتوى يهودِ الدينِ لما تَحالَفوا على=فِعلَةِ الشَّيطانِ في ذلِكَ الحِلفِ فَراموا قِباباً في البَقيعِ فهدَّموا=و حادوا بذاك الفِعلِ عن دانِي القطفِ و ظنوا بأن يُمحى بذلك ذِكرُ من=غدت عن لِسانِ المدحِ أفعالُهُم تَكفي ألا قُلْ لِمَن أفتى بِهَدمِ قُبورِهم=تَوَطَّنت عن فَتواكَ مُنهارَةَ الجُرفِ فقد جِئتَ إدَّ الفِعلِ عن شَرِّ قَبضَةٍ=تَجيءُ بيَومِ الفصلِ مَشلولةَ الكَتفِ فدع عنك ضُرَّ القَوْمِ إنَّ قبورَهم=لها في ذراري العرشِ عالِيَةُ السَّقفِ لهم في رِياض القُدسِ خيرُ مَنازِلٍ=لدى أكؤسِ الوِلدانِ مَعسولةَ الرَّشفِ و حاذِر لهم في الدَّهرِ كَرَّةَ قائمٍ=لأخذِ تِراتِ الآلِ إذ جاءَ يَستَشفي غدات يُعيدُ الحقَّ في كفِّ أهلِهِ=كما منه كانت قبلُ مُصفَرَّةَ الكفِّ هنالك يومُ الفتحِ ما شِئتَ فادَّرِع=و يُعرَفُ بَأسُ الطَّودِ في شِدَّةِ العصفِ ألا إنَّهُم رَغمَ الأُنوفِ على المَدى=سلاطين خَلقِ اللهِ في باذِخِ الوصفِ و هُم نِقمَةُ الجبارِ ذو البطشِ و العُلا=وهم رَحمةُ الرَّحمنِ ذو البرِّ و العطفِ هم الغَوثُ و الرُكنُ المَنيعُ جِوارُهم=وهم رايةُ الآجالِ في أُهبةِ الزَّحفِ أحِبايَ خيرُ الناسِ بل سادةُ الوَرى=مَلاذي لدى الإعسارِ بل إنَّهُم كَهفي خُذوها بَني الزهراءِ عن نفسِ رامِقٍ=تجود بها الأنفاسُ مرموقَةَ الحرفِ تَؤُمُّ دِيارَ الخيرِ خيرُ نَجائِبٍ إلى=دارِ من أهواه في عَرصَةِ الطَّفِ لدارٍ تُفدّى بالنَّفيس بأنفُسٍ لها=من شَقيقِ الشَّوقِ دائمةَ الإلفِ فهاك حسينَ الشَّوقِ صَفوَ قَصيدةٍ=إليك دوامَ العُمرِ أشواقها تُصفي إليك من القِنِّ الفَقيرِ هديَّةً تَقبَّل=أبا السَّجاد من ليس بالجِلفِ ولستُ بمَدّاحٍ صَنيعَ سِواكم=وكُلُّ صَنيعِ الدَّهرِ عن فَضلِكُم يقفِ وسيان كلبُ الصَّيدِ و الليثُ إن أتى=عليهم نوالُ السُّحبِ فالكلُّ يستحفِ عليكم سلامُ اللهِ ما دام ذِكرُكُم=وما دام ذِكرُ اللهِ في سورةِ الصَّفِ محمد عبد الرضا الحرزي
Testing