شعراء أهل البيت عليهم السلام - إنْ كنتَ ذا جلَدٍ

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
145
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
4:19 مساءً

إنْ كنتَ ذا جلَدٍ أنِخْ وتجلَّدِ=واحبسْ دموعَكَ عن عقيلةِ أحمدِ وامرُرْ على جدَثِ الحسينِ وقلْ لهُ:=بأبي الذبيحُ من القفا بمهنَّدِ ضنَّ الفراتُ عليه باردَ مائهِ=وهو الذي روّاهُ بالهَتن الندي ترتجُّ باللججِ الضفافُ وحولَها=أكبادهُ كالجمرِ من قلبٍ صدي الماءُ يسفعُ بالسهوبِ رعيدُهُ=صفواً كخدِّ القينةِ المتورّدِ ولَغَتْ شواطيهِ كلابُ أميةٍ=وتواثبَتْ ظمأى بناتُ محمدِ يصرخنَ (وا عطشاهُ) ليسَ يجيبُها=إلا الصدى ونشيجُ وجدٍ مكمدِ من ينتخينَ وفي العراصِ صقالبٌ=هجعَتْ فبينَ مسلّبٍ وموسّدِ رحلَ الذينَ إذا ادلهمّتْ طخيةٌ=عمياءُ هبُّوا بالحسامِ الأجردِ لله فتيةُ غالبٍ لمّا دعا=داعي المنونِ بغلّةٍ لم تبردِ شدُّوا على اللُّجُم ِالضلوعَ وأوتروا=سهمَ الكريهةِ قوسَ ليثٍ أصيدِ كرعوا من البِيضِ الكؤوسَ كأنّها=ريقٌ يُدافُ من الكِعابِ الخرَّدِ تلجُ السهامُ على السهامِ وكلّما=نشبت قِسِيُّ الموتِ قيلَ لها: زدي حمِيَ الوطيسُ وأوردتْهُم حوضَها=لُجُبُ المنايا في رميضِ الصيخدِ لما كبَتْ بالمرهَفاتِ شفارُها=وتنكّبَتْ عنهُمْ بمقلةِ أرمدِ هجم الطغامُ على الخيامِ وأضرموا=ناراً بقلبِ المصطفى لم تخمدِ فتفاررَ الأطفالُ من وكناتِهم=كالطيرِ مذعورَ الجَنانِ بمشهدِ وبناتُهُ متراكضاتٌ في العرا=متستّراتٌ بالأكفِّ وباليدِ هذي مروَّعةٌ وتلك سليبةٌ=قرطاً بأذنيها وحليةَ عسجدِ تبكي وزينبُ لا يجيشُ فؤادُها=لكأنّها في الجأشِ صفوى جلمدِ غذّت على الضُّمْرِ العجافِ رحالُهم=تطوي المواجعَ فدفداً عن فدفدِ ما راعَها إلا الرؤوسُ رفيعةً=فوقَ الذوابلِ كالبدورِ السُجَّدِ يا ليتها عَمَتِ العيونُ وما رأت=رأسَ ابنِ فاطمةٍ يشالُ ويغتدي كالشمسِ في كُللِ الضياءِ فما لها=هبطَتْ وكانت في المدارِ الأبعدِ؟
Testing