شعراء أهل البيت عليهم السلام - مَلَامِحُ لا تَمُوتُ !

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
206
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/10/2023
وقـــت الإضــافــة
4:35 مساءً

صَلَّى على جَفنيْكَ موتٌ مُتعَبُ = و مَشى وَراءَ خُطاكَ ظِلٌّ أحْدَبُ و هُناكَ في الرَّملِ اسْتراحتْ بُردَةٌ = حَمراءُ ، بالحِقدِ القَدِيمِ تُثقَّبُ لَا شيءَ إلَّا صَدرُهُ بدَمِ المَشِيئ=ةِ فوقَ أعتابِ المَدَى يَتَصَبَّبُ عَنْ أيِّ ضَوءٍ تبحثونَ و لم يَزلْ = (قمَرُ الفراتِ) عَلى الحِجارةِ يُصْلبُ عَنْ خُطوَتينِ و طِفلتينِ و قِربتي=نِ فسَالَ من عينيْهِ مَاءٌ طَيِّبُ عَنْ خِنجرٍ يمضِي و لا يَمضي كأنْ=نَ المَوتَ بينَ الطعنتينِ مُذبْذَبُ كَمْ كان يَعجنُ بالترابِ جِراحَهُ = سيفٌ على الموتِ العَصِيِّ مُدرَّبُ هَا جئتَ بالطفلِ الرضيعِ يخُونُهُ = عَطشٌ طفوليٌّ و نهْرٌ مُذنِبُ و تشجَّرَتْ رِئةُ الزَّمَانِ بصَوتِهِ : = أبتاهُ وَ انْ .. ، فإذا الوَريدُ مُصَوَّبُ أبتاهُ و انقَطعتْ خُيوطُ الضَّوءِ لم= يشربْ دِماءَ الطفلِ إلا الغيهبُ نامتْ شموعُ المُتعبينَ على الترا=بِ و صَارت الأحْداقُ مِنها تشربُ و تطَيَّنتْ شالاتُهُنَّ ، جُيُوبهنْ=نَ ، وُجوهُهُنَّ ، الكلُّ يصرخُ : زينبُ ! ما جفَّفتكَ الرِّيحُ إلا كي تبلْ=لِلَ خيمةً فيها الصِّغارُ تُعذَّبُ علَّقْتَ حُلمَ الأنبياءِ على جبي=نِك كلُّهم في وجنتيكَ تعنَّبوا يا لا انكسارَ لضوئِهِ يا لا انطفا=ءَ لعينِهِ يا لا يصولُ فيتعَبُ إن يشتهِيكَ الرُّمحُ قلْ للرُّمحِ : إن=نَ اللهَ حينَ يَمُدُّكُمْ لا يلعَبُ ! افتحْ جِراحك للقُرُنْفُلِ إنَّهُ = رأسٌ برائحةِ السَّماءِ مُخضَّبُ حُزنٌ يدقُّ ، عصابةٌ مصلوبةٌ = فُوضى سُيوفٍ ، آخرونَ تغَيَّبوا في مَسرحٍ يكتظُّ بالموتى يُفتْ=تِشُ عن وريدِك خِنجرٌ مُتأهِّبُ تلكَ الجنائزُ تَستفيقُ على دما=ئِكَ و هي للغَيبِ البعيدِ تُسرَّبُ و على يَديكَ تحطُّ أسرابُ الحيا=ةِ كأنَّ خُنْصُرَكَ امتدادٌ أرحَبُ حتَّى إذا اخضَرَّتْ جِراحُك أنبتتْ = ورداً ، و ثمَّةَ عالمٌ مُعشوْشِبُ شفتاكَ ترتعشانِ لحْظةَ أوَّلُو=كَ و أنتَ سِرُّ الماءِ كيفَ تُكَذَّبُ ! مُلقىً تمرُّ عليكَ أجنِحَةُ الإِبَا=ءِ و مِن جراحِ الصَّدرِ يخرجُ مَوكِبُ
Testing