شعراء أهل البيت عليهم السلام - و غافِلٍ عن ضَنا المحزونِ يعذلُنٖي

عــــدد الأبـيـات
91
عدد المشاهدات
112
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:14 مساءً

و غافِلٍ عن ضَنا المحزونِ يعذلُنٖي=عَذَلْتَ صَبّاً يَصُبُّ المَدْمَع الجارِي هَل للحزينِ سوي الحُزنِ المديمِ شِفاً=و جاريَ ٱلدّمعِ عند الفادحِ الجاري و حيثُ انْكرْتُ سِلْوَاني تُسَائِلُنٖي=لِمَ النّكِيرُ فَما استفهامُ اِنْكَارِي نُحولُ جسمي و تكديرُ المعيشَةِ وَ اصْ=فِرَارُ وجهي و تزْفاري بِتكْرارِ و لاعجٌ في الحشا لاينطفِي فَلِذَا=تجري دُموعي من تصعيدِ تَزْفارٖي و بي شحُوبٌ تُرِيكَ الصِّدْقَ من حالي=تُغْنٖيكَ حالٖي عن منطوقِ اَخْباري تُنْبٖيكَ اَنَّ مُصَابي فاقمٌ فعَسَي=اذا سمِعْتَ بهٖ تَنْحُو لِاَعْذاري اِنَّ الحسينَ بْنَ بنتِ المصطفَي و عليِّ= الطُّهْرِ سبطَ رسولٍ خيرِ مختارِ امْسَي لبٖيضِ الظُّبَا و الزّاعِبِي غرضاً=مِن بَعْدِ اَنْصارِهٖ مَا بينَ كُفّارِ و هُوَ السَّلٖيبُ اِزَاراً بالعَرا عٰارِي=مَعْ اَنّهُ الوَزَرُ العارِي عَن ٱلعَارِ و اَنَّ هٰذَاكَ منحورٌ ببَتَّارِ=و راسُهُ ٱلعالِي عَالٍ فوق خَطَّارِ و اَنَّ جُثَّتَهُ فِي الطّفِّ تحطِمُها=جردُ المَذاكِي بِاِيْرادٍ وَ اِصْدَارِ و اَنَّ اَغسالَهُ مِنْ فَيْض مَنْحَرِهِ=و اَنَّ اَكْفَانَهُ مِنْ نَسْجِ اِعْصَارِ وَ اَنَّهُ مُفْرَدٌ لم‌تلْقَ زَاۤئِرَهُ=و لَا الْاَنٖيسَ سِوَي وَحْشٍ و اَطْيَارِ و اَنّ نِسْوَتَهُ بعدَ الصيانةِ مِنْ=بُعَيْدِ مَقْتلِهٖ مِنْ غَيْرِ اَسْتَارِ لها وُجُوهٌ كَمَا الاَقْمٰارِ فانْقَلَبَتْ=مِنَ المصَائبِ و الاَحْزانِ كالقارِ كأنّنٖي بنساۤءِ السّبطِ حين اتَي=مهرُ الحسينِ و منْهُ سَرْجُهُ عاري خَرجْنَ مِنْ غير قَصْدٍ في الفَلَا و قُلُو=بُهَا من ٱلحُزْنِ فيها لاعجُ النَّارِ و امُّ‌كُلْثُوم لمّا اُسْمِعَتْ خرجَتْ=تقولُ و الحزنُ في احشاۤئِها وارِي مُصٖيبتي فوْقَ اَنْ اَرْثٖي باَشْعَاري=و اَنْ يُحٖيطَ بِها فَهْمٖي و اَفْكاري شرِقْتُ بالرّيقِ فِي اَخٍّ فُجِعْتُ بهٖ=و كنتُ منْ قبْلُ اَرْوَي كُلَّ ذي جارِي فاليوم اَنْظُرهُ في التُّرْبِ منجدِلاً=لولا التَّجَمُّلُ طاشَتْ فيه اَسْرَارِي كأَنّ صُورَتَهُ في كُلِّ نَاحيَةٍ=شَخْصٌ يُلَائمُ اَوْهَامي و اخْطَارِي قَدْ كنتُ آمُلُ آمَالاً اَسُرُّ بِهَا=لوْلا القَضاۤءُ الذي في حكمِهٖ جارٖي جاۤءَ الجوادُ فَلَا اَهْلاً بمَقْدَمِهٖ=الَّا بوَجْهِ حُسَيْنٍ مُدْركِ الثّارِ مَا للجَوادِ لَحَاهُ اللّٰهُ مِنْ فَرَسٍ=اَلَّايُجَدِّلَ دونَ الضَّيْغَمِ الضَّارِي يا نفسِ صبراً علي الدُّنْيَا و مِحْنَتِهَا=هذا الحسينُ الي ربِّ السَّما سَاري فَجِئْنَهُ وَ هُوَ في البوغاۤءِ مُنْجدِلٌ=و الجسمُ عاري سِوَي مُورِ الصَّبا الذّاري فاقبلَتْ زَيْنَبٌ تَنْعاهُ قاۤئِلةً=يا نُورَ اِنْسَانِ عَيْنٖي عنْدَ اِبْصَاري و حَقِّ حفْظِكَ لي عَنْ كُلِّ نائبَةٍ=و حَقِّ ستْرِكَ لي عَنْ كُلِّ نَظّارِ ماجاۤءَ يا ابْنَ اَبي بالبالِ تَتْرُكُنٖي=خَلِيّةً مِنْكَ فٖي بِلْبَالِ اَشْرارِ يا سورَ حِصْني هُدِمْتَ اليومَ فَٱنْكَشَفَتْ=عَمَّا يَسُرُّ بهِ الحُسَّادُ اَسْتَارِي ماكان في خَلَدِي اَبْقَي خِلافَك في ال=دُّنْيَا بغير حِماً يا عِصْمةَ ٱلْجَارِ مَنْ‌ذَا خِلافَكَ يَرْعانا و يكفلُنَا=و مَنْ يَعُولُ علي ذُلّٖي و اِضْرَارِي و مَنْ لِضَايعَةٍ بينَ الانامِ لَهَا=عليكَ نَوْحُ حَماماتٍ باَشْجارِ و مَنْ لمَفْجُوعةٍ بالبَيْنِ مَاعلمَتْ=حَتّي تُفَارِقَها مِنْ غيرِ اِخْبٰارِ و مَنْ لسائبَةٍ في السَّبْيِ تَقْسِمُهَا=مَعَ الغَنائِمِ ايدي كُلّ خَتّارِ مَنْ للصّغيرِ و مَنْ‌ذا للكبيرِ و مَنْ=يلُمُّ شَمْلِي بعْدَ الشَّتِّ في دارِي و مَنْ لخائفةٍ ضاقَ الفَضاۤءُ بهَا=و مَاحَلا عَيْشُهَا مِن بعد اِمْرَارِ فلااصابَتْكَ يا عيني السِّهامُ و لا=سُمْرُ العوالِي و لاتُودَي بِبَتّارِ و لاتذوقُ الظّما و النهرُ حولَك بَلْ=و لاتُغسَّلُ من فَيْضِ الدَّمِ الجاري ايْضاً و لا جِسْمُكَ الزاكي تُرَضِّضُهُ=جُرْدُ المَذاكِي لسَبَّاحٍ و طَيَّارِ و لَاكَسٰا شِلْوَكَ البالي الغُبَارُ اذَا=الرِّيَاحُ يسحَبُ منها كُلّ جَرَّارِ و لاتكونُ قِريً للوحْشِ اِنَّكَ مَا=تَزالُ مِنْ كُلِّ جبّارٍ لهَا قَارِي و لايُهَانُ لكَ ٱلجارُ ٱلنَّزيلُ و لا=يُدْنَا حماكَ و انْت الحامِيَ ٱلذّاري فاِنْ اُصِبْتَ بهَا لَايرتَضِي خَلَدٖي=و لَا لساني بنُطْقِ الْفَادحِ ٱلطَّارِي حَاشَاكَ حٰاشَاكَ هٰذا لِلْعِدَا مَثَلٌ=و اَنْتَ تكْرُمُ اَنْ تُرْمَي باَشْرَارِ فاِنَّ اَحْمَدَ و الكَرَّارَ وَ ٱلْحَسَن ٱل=زَّكي و اُمَّكَ اَعْني صفوة ٱلْبَارِي ماكان في خاطِرٖي يرضَوْنَ لَوْ سَمِعُوا=اَوْ عَايَنُوا الخَطْبَ اَنْ تُرْمَي باَكْدَارِ حُسَيْنُ مَنْ اَلْتَجٖي انْ ضامَنٖي زَمَنٖي=الَيْهِ اَوْ مَنْ يَقٖينٖي سُوۤءَ اَحْذَارِي حُسَيْنُ مَنْ للْيَتٰامَي ٱلضَّائِعٖين وَ مَنْ=الَيْهِ يَلْتَجِأُ العَافي عَلَي ٱلْجَارِي حسينُ اَلْبَسْتَنٖي عِزّاً فكنتُ بِهٖ=اِنْ قُلْتُ يرضَي زَمَانٖي سَمْعَ اَخْبَاري و ٱليَوْمَ جاري لايُحْمَي و قَوْليَ لَا=يُرْضَي و لايَسمعُ اللّاحُونَ اَعْذَارِي اِنْ قلتُ قٖيلَ ٱسْكُتِي بل اِنْ عَثرتُ فَلَا=تُقَالُ لٖي عَثْرَةٌ اِلَّا بِاِضْرَارِي اذا عَثرْتُ بِذَيْلي بينَ سَبْيِهِمُ=يُقَالُ لي لَا لَعٰا مِنْ غَيْرِ اِنْكَارِ فَاِنْ مضَيْتَ برَاحَاتٍ و انْسِ هناً=فانّنٖي بين شدّاتٍ و اَضْجَارِ و اِنْ مضَيْتَ الي دَارِ القَرارِ مَعَ الْ=اَطْهارِ فاليومَ قدْ فارَقْتُ اَطْهَارِي شَوَي فراقُكَ قَلْبي بٱلضَّنا فَغَدَتْ=نارُ الفِرَاقِ تَلَظَّي بين اَسْحَارِي و ذِكْرُ رُزْئِكَ يا عزِّي مُلَازِمُنٖي=حَتَّي غَدا وِرْدَ عَتماتٖي وَ اَسْحَارِي كَلِّمْ سُكَيْنَةَ اِنَّ الْحُزْنَ اَسْكنَها=مَساكِنَ الذُّلِّ تَحْتَ المَسْكَنِ الزَّارِي عوَّدْتَها اَمْسِ حُسْنَ الدَّلِّ فانْقَلَبَتْ=بها اللَّيالي بخَسِّ ٱلذُّلِّ وَ ٱلعَارِ ماكان ظنّي و لا في ظَنِّهَا اَبَداً=باَنْ نراكَ طريحاً وُسْطَ مِضْمَارِ تري سُكيْنَةَ تبْكي و هي لَاطِمةٌ=بمَدْمَعٍ مِنْ جَوَي ٱلفَجْعَاتِ مِدْرَارِ و انْت مهما بكَتْ تبكي و تَلْثِمُهَا=لَاتَحْرقي مهجتي يا خيرة الباري قد خاننَا زَمَنٌ قدْ كَانَ يجمَعُنا=حتّي يُفَرِّقَنا منْ غير اِشْعَارِ لَوْ كُنْتُ اعلَمُ اَنّ الدهرَ يغدُرُ بٖي=جعلتُ نَعْيَكَ اَوْرادي و اَذْكَارِي و قمتُ في مَأْتَمِ الْاَحْزانِ حيثُ تري=و انتَ حيٌّ لِتَنْحٰابٖي و تَضْوَارِي و لوْ تَرانا بمثل اليومِ اَدْمُعُنَا=عليكَ خَدَّتْ خُدُوداً مثل اَنْهارِ هٰذَا و نَحْنُ جياعٌ سُغَّبٌ هِيَمٌ=حَسْرَي عرايٰا سَبايٰا بينَ كُفَّارِ لكنْتَ تُؤْثِرُ اَنْ تَفْنَي لَنا حرَضاً=و نحنُ فيما ترَي منْ غير انْصَارِ اذا نظرتُ بما قدْ نالكم و بِمَا=قدْ نَالَنا نالَ مِنّي طَيْشَ اَنْظاري و سيّروهُنَّ نحْوَ الشّامِ حاسِرةً=تنعَي علي كُلِّ دَبْرَي الظَّهْرِ حِدْبَارِ مُشهَّراتٍ عُرايٰا ما لَها خُمُرٌ=و لَا ثيابٌ سِوَي اَسْمَالِ اَطْمَارِ تَؤُمُّهَا ارْؤُسُ الاطْهارِ زاهرةً=فوقَ الْاسِنَّةِ وهْناً مثْلَ اَقْمارِ و رأسُ مولايَ مثْلَ ٱلبَدْرِ طلعَتُهُ=لِلْآيِ فوقَ سنانِ الاَصْبَحِي قَاري يا لَلرِّجَالِ وَ يا لَلْمُسْلِمٖينَ مَعاً=مُهَاجِريّاً يُرَي منْكُمْ وَ اَنْصارِي بَناتُ احْمدَ تُهْدَي بعْدَ ما سُبِيَتْ=مُكَشّفاتِ رُؤُسٍ نَحْوَ خَمَّارِ مشهَّراتٍ ضحيً من غيرِ اَسْتَارِ=و آلُ حربٍ بها رَبَّاتُ اَخْدَارِ و الدّٖينُ غَضُّ المبادِي بَيْن اظهُرِكم=و انْتُمُ بين سَمَّاعٍ و نَظّارِ هذا جزاۤءُ رسولِ اللّهِ عندكمُ=جزاۤءَ نُعْمَانَ للرُّومِي سِنِمّٰارِ بُعْداً لها اُمَّةً مانالَ مصدَعُها=مِنْ فعلِهٰا اَوْ قُذَارٌ عِشْرَ مِعْشَارِ و لاجرَي مُنكَرٌ يَحكِي لِمُنْكَرِهِمْ=في فعلِهِمْ في بَنِي ٱلهادي بِاَقْطارِ فلعنَةُ اللّهِ تغشاهُمْ و تغمرُهُمْ=علي ٱلدَّوامِ بِآصَالٍ و اَبْكَارِ يا آلَ احمدَ يا سُفنَ النجاةِ لقَدْ=اَهْدَيْتُكم جوهراً من بحر اَفْكاري يُنْبٖي بأَنّي حَزٖينٌ مِن مُصَابِكمُ=ابدَتْ مَظاهِرُ اَشْعاري باسْراري فاِنَّ احْمدَ يرجُو مِنْ جَنابِكمُ=اَن تقبَلُوها بتَقْصٖيري و اِقْرَارِي و تَشْفَعُوا لٖي و زينَ‌ِ‌الدينِ وَالِدِيَ الَّ=ذٖي رَثَاكُمْ وَ اُمّٖي ثُمّ لِلْجَارِ و الاهلَ‌ِ و الصَّحْبَ‌ِ جمعاً ثمّ قارِئِها=و ٱلسَّامِعٖينَ لهٰا يا جُلَّ اَذْخاري صَلَّي الالٰهُ عليكُمْ ما هَمَتْ مُزُنٌ=جَوْنٌ وَ مَا ودَقَتْ حٖيناً باَمطارِ اوْ شٖيمَ برقٌ و مَا ناحَتْ مطوَّقةٌ=تُجٖيبُ ساجعةً تنعَي باَوْكارِ اوْ لاحَ نجْمٌ مُضٖيءٌ مِنْ ضِيَاۤئِكمُ=و ما بِهِ يهتدِي فِي ٱلدّاجِيَ ٱلسَّارِي
Testing