شعراء أهل البيت عليهم السلام - كربلاءُ .. سدرةُ العزِّ

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
88
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:52 مساءً

تَمرُّ بيَ الذكرى فأستلهمُ الذكرى=صلاةً تعيدُ الفجرَ في أفقِهِ فجْرَا وآتيكَ من أقصى ابتهالاتيَ التي=أهالَتْ عليكَ الشوقَ هائمةً سَكْرَى وأدخلُ محرابَ الفجيعةِ علّني=أقوّمُها وزناً وأجبرُها كَسْرَا تضوّي سماءَ الجرحِ روحي فأنحني=لأشبعَهُ لثماً وأسبرَهُ غَوْرَا وتضْوي ليالي ( الأربعينَ ) مواجعي=وترجعُ ، لم تطفئْ ( لياليَّكَ العشْرَا ) وألقاكَ حيثُ القلبُ عانقَ ( سهمَهُ ) =فأورَقَتِ الأحلامُ من نزفهِ زهْرَا كقلبِكَ ( يومَ الطفِّ ) قدّمتُ خافقي=إلى مذبحِ الآلامِ يوسعُهُ نحْرَا وما غيرُ قلبي صُغْتُ محبرةً ومَا =سوى نبضهِ المحزونِ أنزفُه حِبْرَا هُوَ الحزنُ لمْ أنظمْهُ إلاّ مشعّباً=بثلثينِ من قلبي ولم ينتظمْ شعْرَا فخُذني ( أبا السجَّادِ ) خُذني حمامةً=تلهَّتْ بِها ريحٌ فلاقتْ بكَ الوكْرَا وأشرعْ أمامي نهرَ عزٍّ فلم تزلْ=مجردةً ، روحي لكي تعبُرَ النهْرَا وهاكَ استلِمْني بينَ كفَّيكَ طينةً=مِنَ الحمأِ المسنونِ ، كي أغتدي درّا وهَبني منَ المصباحِ لمحَ فتيلةٍ=يرافقُني درباً ويرشدُني مسْرَى و (هيهاتَ منّا الذلُّ ) أطلقتَها فما=سقتْ في دمي نبضاً ولم ينطلقْ حُرَّا وحسبي إذَا ما متُّ في الحبِّ أنّني =أضيفُ إلى عمري كما أشتهي عُمْرَا وأذكرُ أنّي حينَ أوقفَني أبي=على جرحِكَ استوطنتُ محرقتي الكُبْرَى وقفتُ ولكنْ أوهَنَ الحزنُ كاهلي=فمرّتْ بيَ الأيامُ محدودباً ظهْرَا قد استوطنتْ روحي أعاصيرُ وحشةٍ=ورجفةُ ريحٍ تنفثُّ الهمّ والقهْرَا وكانتْ خيوطُ الوعيِ تُفْلِتُ من يدي=فليسَ سوى قلبي وأسئلةٍ حيْرَى تُرى هل ستكفيكَ السواعدُ ضمةً=وقد جئتَ لا رأسًا حملتَ ولا صدْرَا ؟!! فيا مُجريَ الوجدانِ في روحِ أمةٍ=بِها انسدَّ مجرَى الضوءِ فاستُنزفَ المجْرَى أمِطْ عنْ مُحيّا ( كربلاءَ ) لثامَهُ=ودعْ صورةَ الأمجادِ مكشوفةً سِتْرَا هيَ سِدرةُ العزِّ التي انغرستْ فلَمْ=يسَعْها الردى يوماً ولم يرتفعْ قدْرَا فقدِّمْ كما تهوى روائعَكَ التي=تآخَتْ معَ الدُّنيا وصادَقَتِ الدّهْرَا وعلِّقْ مصابيحَ الكرامةِ ، علّها=إذَا ذلّتِ الأجيالُ أن تفهمَ السرّا ويحيا بِها ( العبّاسُ ) إذْ حلّقَتْ بهِ=سجاياهُ ، لا يُمنىً ترفُّ ولا يُسرَى و( زينبُ ) إذ أهوتْ على نبتِ حاقدٍ=تفتُّ بهِ عضْداً وتهوي بهِ قَبْرَا روائعُ منذُ ( الطفِّ ) شقّتْ قماطَها=إلى الآنَ لمْ تبرحْ محامدُها تتْرَى هيَ اللوحةُ الأسْمَى التي صاغَهَا دمٌ=فأوحتْ إلى الأذهانِ من نبضِهَا فكْرَا وها إنّني من ألفِ نارٍ تسومُني=حنيناً ، إلى لقياكَ أستبطنُ الجمْرَا تَمزّقتِ الأكفانُ عنّي وها أنَا =نَهَضْتُ إلى ذكراكَ منقلِباً حشْرَا وجئتُكَ في مليونِ سطرٍ ، مولَّعاً=أخطُّ هنَا سطراً وأمحو هُنا سَطْرَا إلى أنْ نسيتُ فوقَ زندَيْكَ خافقي=ليقضي على زندَيْكَ من لهفتي وطْرَا وينمُو على مرِّ المدَى ياسمينةً=تهرِّبُ للأجيالِ من نفحِها عطْرَا وتروي حكاياتِ الإباءِ زكيّةً=تخلّدُ معنَى الحبِّ في خاطري ذِكْرَا وحُلْمي : تكفُّ الريحُ عن كلِّ صرخةٍ=على شرفةِ الأيتامِ ، تملؤهُمْ ذُعْرَا وتُرْجِعُ للأعشاشِ أطيارُهَا التي=تناءَى بِها الترحالُ فاستوحشَتْ هَجْرَا
Testing