شعراء أهل البيت عليهم السلام - رأيتُكَ في عالمٍ بالخيالِ

عــــدد الأبـيـات
35
عدد المشاهدات
75
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:36 مساءً

إذا لم أوارَ بوادي السلام = فمنكَ الشفاعةُ يومَ القيام فإني خدمتُكَ منذ الصبا = وأُثْمِلْتُ عشقَكَ حدَّ الغرام وزرتُكَ في قبرِكِ الأبلجِ = وعفَّرَ خدَّيَّ ذاكَ المقام ولم أنسَ ما نِلت من مُرزئٍ = وحتى إذا غطَّ جفني ونام فأنتَ الوسادُ وأنتَ السهادُ = وأنتَ الرغادُ وأنتَ المنام ولا ضيرَ قوليَ فيما ابتليت = عجيبٌ مصابُكَ يبنَ الكرام فمَنْ كالحسينِ قضى بالظمى= تجرَّعَ ذبحاً مذاقَ الحِمام شهيدٌ إلى اليومِ نبكي عليهِ = أتتْهُ الشهادةُ من ألفِ عام ذبيحٌ بلا رأسِ فوقَ الثرى = أطاحَتْ دماهُ عروشَ النظام رأيتُكَ في عالمٍ بالخيالِ = عليكَ أحاطَتْ جيوشُ اللئام بجسمٍ ثخينٍ من الطاعنينَ = أُعِدَّتْ بألفٍ ودونَ السهام تنادي سقوني بماءِ المعينِ = أو استعجِلوني بموتٍ زؤام وزينبُ تنخاكَ من تلةٍ = أخي إن تكنْ تستطيعُ القيام فقمْ يبنَ أمي لذَوْدِ الحمى = فهذي الخيولُ بوسطِ الخيام فقمْتَ ثلاثاً لنجدِ الخِبا = وخرَّيتْ بالآهِ فوقِ الرّغام فجاءَكَ شمرٌ بصمصومِهِ = وترجوهُ كشفاً لذاكَ اللثام وما إنْ بدا الوجهُ من مقبحٍ = إذا قلتَ كالكلبِ قلَّ الذمام وكبَّرتَ مذ لاحَ في برصِهِ = وناديتَ: طهَ صدقْتَ الكلام فأغضاهُ ما قيلَ ثم استشاطَ = إلى أن تربَّعَ فوقَ الإمام يحزُّ الوريدَ لحدِّ الوريدِ = وأدلى برأسِهِ فوقَ الحسام وعادَ المطهّمُ نحوَ الخيامِ = لزينبَ يدعو الظُّلامَ الظُّلام ورُضَّتْ صدورٌ بها قُلِّدَتْ = لطهَ مِنَ اللهِ عِظمُ الوسام وزينبُ أُسلِبَ جلبابُها = وصيوانُها فيهِ نارٌ ضرام تنادي ومن يستسيغُ الكلامَ = بُعيد الذي في يديهِ الزمام فراحَتْ تُنخَّي بصرخاتهِا = أباها عليَّ الهِزَبْرَ الهُمام أبي لو تراني بمهزولةٍ = أناديكَ ترضى علينا نضام؟ فقمْ يا عليُّ وذرَّ الترابَ = فما ظلَّ حِلٌ لنا أو حرام وسيقَتْ بناتُكَ سَوْقَ الإماءِ = إلى ابنِ زيادٍ وثمَّ الشئام أبَعدَ الذي قيلَ منّي هنا = نقولُ الحسينُ أرادَ الصِّدام ؟ فمَنْ كالحسينِ علا أو سما ؟ = تغنَّتْ دماهُ بلحنِ السلام ذبيحٌ بِحرِّ العرا بالفلا = على صدرِهِ كانَ طفلٌ ينام كزيتونِ غصنٍ بدا نحرُهُ = فللهِ مِنْ والدٍ أو غلام كإبريقِ فضَّةِ كانَ الوريدُ = ويزهو ضياءً بجنحِ الظلام فصبراً بني فاطمٍ بالأذى = لما رامَكُمْ من كروبٍ جسام وفي آخرِ القولِ عندَ الختام = عليكُمْ من اللهِ أزكى السلام
Testing