شعراء أهل البيت عليهم السلام - تجلّياتُ الطفِّ في جسدٍ منهَكٍ

عــــدد الأبـيـات
42
عدد المشاهدات
72
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:46 مساءً

يا شاطئَ الوجدِ خانَ القلبَ زورقُهُ = ولم يعُدْ غيرُهُ للحزنِ أُطلقُهُ لي دمعةٌ كلّما فارَتْ على جهةٍ = يرسو بها زورقي المكسورِ تُغرقُهُ لمَّا تفتَّحَ بابُ (العاشِر) اندلقَتْ = وقد أقامَتْ سنينَ العمرِ تطرقُهُ بي مثلُ جيشٍ بأرضِ الطفِّ روَّعها = جيشٌ على الخد جرارٌ أُرقرقُهُ وفي فؤاديَ خدرٌ لا يزالُ لظًى = مَنْ أشعلَ النارَ في الخيماتِ يحرقُهُ وبينَ جفنيَ ماءٌ لم أكنْ أبدًا = لو لم تُصَبْ قربةُ (العباس) أهرقُهُ أنا مخاضُ دموعٍ أُجهِضَتْ عَنَتًا = قد كانَتِ الطفُّ بالأرزاءِ تَطلَقُهُ في كلِّ ناحيةٍ منّي نما غصُنٌ = لمّا يزَلْ دمعُ (عاشوراءَ) يُورقُهُ تصوغُني (الطفُّ) حتى لم أعدْ أحدًا = غيرَ الذي هذهِ الأرزاءُ تخلقُهُ هنا (الطفوفُ) تجلَّتْ في ثرى جسدي = في كلِّ عضوٍ شهيدٌ ظلَّ يُقلقُهُ هنا أصيبَ (عليُّ بنُ الحسينِ)وقد = كان الحسينُ على جفْنَيَّ يرمقُهُ تموّجَتْ كربلا وجداً على جسدي = لمّا مضى السبطُ من خدّيهِ يلصقُهُ كلُّ الكواكبِ قد خرّتْ هنا وهنا = يؤمُّها القمرُ المفضوخُ مفرقُهُ لمّا هوى دونما كفًّ قذفتُ لهُ = روحي إلى هذهِ الرمضاءِ تسبقُهُ هنا الحسينُ وحيدًا ظلَّ في رئتي = إذا تصعّدَ فيَّ الحزنُ أشهقُهُ ما الْتمَّ جيشٌ على العطشانِ في جسدي = إلا سِعَتْ كلُّ أعضائي تُفرِّقُهُ لم ينعقدْ كبدي إلا ليحرسَهُ = يذودُ عنهُ زماناً راحَ يرشقُهُ لولا (المثلّثُ) لم يقتصَّ مِنْ كبدي = لَمَا انتهى لحشا المولى يمزّقُهُ هنا توزّعَ سبطُ المصطفى وعَوَتْ = فيَّ الرياحُ على جسمٍ تطوقُهُ ما زارني أحدٌ لما غفا بدمي = إلا الذي مرَّ بي في الليلِ يسرقُهُ هنا دفنتُ حسيناً بعدما عجزَتْ = أن تمنعَ الخيلَ روحي يومَ تسحقُهُ يا واصلاً في الفدا أقصى العطاءِ وَمَنْ = مُدَّتْ إلى مطمحِ العُشّاقِ أعدقُهُ لم يكذبِ الموتُ إلا حينما اعترضَتْ = منكَ الجراحاتُ .. خانَ الموتَ منطقُهُ قد كنتَ وحدَكَ لمّا سلَّ أسيُفَهُ = ولم يكُنْ غيرُ هذا النزفِ تمشقُهُ هم وزّعوكَ ولكنْ في القلوبِ فما = ضرَّ البغاةُ أبا الأحرارِ لو فقُهُوا أشرقْتَ في كلِّ قلبٍ كالصباحِ وما = مرَّ الردى في فؤادٍ أنتَ تُشرقُهُ ما كانَ يجري على وجهِ الحياةِ دمٌ = لو لم تُروَّ بما أعطيتَ أعرقُهُ هناكَ أنتَ على جدبِ الحياة يدٌ = أنّى يمدُّ الفدا كفّيهِ تغدقُهُ ما كانَ أكرمَ مِنْ جرحٍ عرجتَ بهِ = ولا جراح أخيكِ الفاضَ مفرقُهُ أعطى الوجودَ يديهِ وانثنى أسِفًا = مُذْ جفَّ من كفِّهِ ما كانَ ينفقُهُ ما أبدعَ الجسدَ المجروحَ في نغمٍ = عن الفداءِ على الدنيا يموسقُهُ قد كانَ أصدقَ راوٍ وهو منجرحٌ = لم يفتأِ الملأُ الأعلى يوثِّقُهُ إنّ الحديثَ الذي يصغي الزمانُ لهُ = هو الحديثُ الذي ما زالَ يدفقُهُ ما كانَ أصدقَ مِنْ جرحٍ أبانَ بهِ = وأصدقُ القول في مبناهُ أعمقُهُ إنّ الجراحاتِ إنْ قالَتْ فقدْ صدَقَتْ = يا رُبَّ أخرسَ بذَّ الكونَ منطقُهُ تعوي الرياحُ ولا صوتٌ هناكَ سوى = صوتِ الحقيقةِ من أشْلاكِ تُطلقُهُ مدَّتْ هناكَ لَكَ العشاقُ أيديَها = في محشرٍ تاهَ في الأزمانِ رونقُهُ لمّا انفتحْتَ على جرحٍ فتحْتَ لها = البابَ الذي ليسَ يقوى الظُلم يغلقُهُ يا أيّها العبقُ المبذورُ في دمِنا = لا بدَّ كي تفرُعَ الأرواحُ تنشقُهُ هذا أنا العاشقُ المفتونُ يتعبُهُ = طولُ السُّرى والحنينُ الغمرُ يرهقُهُ بيني وبينَكَ آلافُ الغيومِ إذا = ما أرعَدَ الشوقُ روحي رُحْتُ أبرقُهُ تقودُني نحوَكَ الأرزاقُ أطلبُها = وأنت أكبرُ ما في الدهرِ أُرزَقُهُ
Testing