شعراء أهل البيت عليهم السلام - آياتٌ من قرآنِ الحسينِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
98
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
5:10 مساءً

قد فُصِّلَتْ بدمِ الجراحِ جراحُك
وشرعْتَ فاتحةَ الصلاحِ لِوَاكَ
بِاسْمِ الدماءِ نطقْتَها ورحلْتَ في عَلياكَ
ومشَيْتَ تخضبُ من حروفِكَ آيةً
بينَ النواويسِ وبينَ أوديةِ البلا
قد قطَّعَتْكَ مخاوفٌ قبلَ الفلا
صلُحَتْ شريعةُ أحمدٍ بدماكَ
ها أنتَ في محرابِها متطلِّعاً
دامَتْ بقاؤها من ثناياكَ
لم تنسَ رأسَكَ فوقَ شاهقةِ القضيبِ على القنا
لم تنسَ ثغرَكَ كيفَ رتَّلَ عزَّها
لم تنسَ فتحَكَ إذ دُعيتَ لهُ دعاكَ
خَطَّتْ مضامينُ المَمَاتِ بِجِيدِها
أنَّ الحياةَ عزيزةٌ بفناكَ
ومشَتْ مهابةُ عزِّنا في رحلِكُمْ
كلُّ الخُطا ساقَتْ إليكَ خُطاكَ
يا سيّدي ...
كلُّ المنازلِ إذ مَشَيْتَ لها
كانَتْ منازلَنا إليكَ سَنَاكَ
تنهالُ في دفَقَاتها مأساتُنا
فتدفَّقَتْ كلماتُنَا لعَطَاكَ
أيُّ البيانِ إذا أُحِيلَ لِشِعْرِهِ
قُلِبَتْ موازِنُه فصارَ عداكَ
مِنْ أينَ أبدأُ والنهايةُ لمْ تزَلْ
في خاطري مقرونةً بنُهَاكَ
مِنْ أينَ أبدأُ والحروفُ جوامعٌ
ما بينَ كافَكَ أو بلاكَ
مِنْ أين أبدأُ والدماءُ بحفنتي
بدلَ الدواةِ مَسَكْتُها لِدِمَاكَ
يا سيّدي ...
كيفَ انتضى جرحُ الوجودِ سقايةً
بفمِ الزمانِ ليومِنا تسقاكَ
مَنْ قالَ إنّكَ عاطشٌ في دهرِنا
ولكَ الدهورُ تعبُّ مِنْ عينيكَ
يا سيّدي ...
كذبَ الزمانُ إذا استطالَ حديثُهُ
عن كربلاءَ حكايةً تنعاكَ
أو قصة ممزوجةً كلماتُها
بمشاعرٍ وحديثُها أشجاكَ
بل كربلا عهدُ النفوسِ بمهدِنا
لمماتِنا مقرونةً بِفِدَاكَ
في كلٍّ عامٍ تنزوي منكَ الجراحُ
مخضرّةً تزهو ربيعَ ضِيَاكَ
بدموعِنا تُسقى ويبقى ماؤها
متأصِّلاً بجذورِها تسقاكَ
قد صدَّقَتْكَ وشايتي في شعرِها
ولها سجعْتُ خواطري ترثاكَ
أحسينُ ؟
ما خِلْتُ العيونَ هواجعٌ
كيفَ الرقادُ وعينُنا تبكاكَ
ترنو لجسمِكَ فوقَ منهصبِ
الفلاةِ مضمَّخٌ
بدمٍ عبيطٍ لونُهُ غطَّاكَ
ترنو لزينبَ فوقَ تلّةِ خدرِها
تدعوكَ قدْ هتكوا إليكَ سَناكَ
إنْ كُنْتَ ترمقُ للحياةِ بنظرةٍ
فانظرْ فقدْ هجمَتْ عليَّ عِدَاكَ
إنْ مُتَّ عن هذي الحياةِ فإنَّنا
غرثى نهلُّ دموعَنا لِنَدَاكَ
إنْ كُنتَ في رحمِ السماءِ بروحِكَ
خذْ مني روحي وانتهض لِنسَاكَ
يصرُخْنَ منْ سوطِ اللئامِ بمتْنِهِنَّ
فإذا صرخْنَ تجافَلَتْ أذُنَاكَ
فتحرَّكَتْ قَسَمَاتُ جِسْمَك في الوَغَى
ويئنُّ منكَ الصخرُ من أنَّاكَ
تشدو فينهدمُ الحطيمُ بركنِهِ
(كيفَ لا)
والسهمُ مقبوضٌ بيمناكَ
تهمي فيُسقِطُكَ الأسى بثلاثةٍ
ممزوجةٌ خطواتُها بِأَسَاكَ
اللهُ يا جَلَدَ العقيلةِ مُذْ رَأَتْ
شمراً تربَّعَ فوقَ صدرِكَ
يجتزُّ نحرَ المصطفى بحسامِهِ
يجتزُّ نحرَ الدينِ والأملاكِ
***
آهٍ لحزنِ صبابتي لن ينقضي
سأظلُّ طولَ الدهرِ في بلواكَ
لن ينقضي الوجعُ الأليمُ بداخلي
لم تُنسني الأيامُ ما صاباكَ
أحسينُ كيفَ توارثَتْ آهاتُنا
من أمي ضلعاً ورَّثَتْهُ إيّاكَ
فغدا لنازلةِ الرواعفِ ضلعُكَ
لم تنسَ أنَّ رسولَها ضمّاكَ
وتوارثَتْ صفعاتُها بمتونِنا
كيف الرعومُ بهكذا شمرٍ فما أقساكَ
سأشقُّ جيبَ مفاجعي بنواجعي
وغسولُ دمعي يا حسينُ مَدَاكَ
مَنْ مثلُهُ شقَّ الورى بضباتِهِ
مَنْ مثلُهُ ساقَ الدُّنا لِدُنَاكَ
سأقولُ حسبي يا حسينُ إمامَنا
حسبُ الإمام وربُّنا صلاّكَ

قد كانَ نوحاً في مشيئةِ فُلْكِهِ
فمشَتْ سفينتُهُ بأسماكَ
دمُّ المسيحِ على الصليبِ صهيبُهُ
متناثراً حتى أصابَ لُحاكَ
يحيَى ومَنْ بعدَ الذبيحِ كمثلِهِ
شُقَّ الغمامُ بدمِّهِ ودِمَاكَ
فانهالَ غيثُ العقبلاتُ بأنسِنا
لا نعرفَ الدنيا ولا أُنساكَ
Testing