شعراء أهل البيت عليهم السلام - المئويةُ الفضليةُ في رثاءِ الإمامِ الحسينِ (ع)

عــــدد الأبـيـات
48
عدد المشاهدات
213
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
2:27 مساءً

من كلِّ فجٍّ عميقٍ أقبلّ البشرُ = إليكَ يا سيّدَ الأحرارِ وانتصروا لبيكَ لبيكَ يا رمزَ البطولةِ يا = عشقَ المحبينَ يحلو عندَكَ السَّمَرُ حطُّوا الرحالَ بأعتابِ الضريحِ وقد = هَوَوا على القبرِ والتربانِ واعتفَرُوا تلكَ العيونُ التي تبكي عليكَ دماً = فلا الدماءُ روَتْ عشقاً ولا المطرُ فيا سحابَ الدِّما روّي ظمَى وَلَهٍ = قد شبَّ في القلبِ كي يلقاكَ يستعرُ تَهوِي النجومُ وتُخفي الشمسُ شعلتِها = حزناً عليكَ ويبكي عندَكَ القمرُ حتى حسبتُ بأنّ البحرَ كوّنَهُ = فيضُ الدموعِ على مثواكَ تنهمرُ هذا ضريحُكَ أمسى الكلُّ يقصدُهُ = يا درةِ العقدِ قد حاطَتْ بها الدُّرَرُ إنَّ الحسينَ كدوحٍ مثمرٍ أبداً = وعندَهُ تُقطَفُ الأزهارُ والثمرُ فلا يخيبُ الذي قد كانَ يقصِدُهُ = فليتني منِهُمُ يا أيُّها الشَّجَرُ يا زائراً قبرَهُ أكرِمْ فإنَّ بهِ = تُقضى المسائلُ والحاجاتُ والنُّذُرُ زُرِ الحسينَ ولا تبخسْ زيارَتَهُ = حبُّ الحسينِ ليومِ الحشرِ يُدَّخَرُ زورُوا الحسينَ بفخرٍ من زيارتِهِ = هذا المزارُ الذي من زارَ يفتخرُ زورُوا الحسينَ ففي يومِ القيامةِ لا = ذنبٌ عليكُمْ ولا إثمٌ ولا وِزَرُ خذْ زادَكَ اليومَ من آلِ النبي غداً = بعدَ المماتِ يطولُ البُعدُ والسَّفَرُ هم الصفا والنقا والتبرُ أجودُهُ = وغيرُهمْ ليسَ إلا الطينُ والمَدَرُ بابُ النجاةِ ومَنْ باهى الإلهُ بهِمْ = وفيهِمُ تُنزَلُ الآياتُ والسُّورُ اِذهبْ إلى آيةِ التطهيرِ إنَّ بها = في مُحْكَمِ الذكرِ أهلُ البيتِ قد ذكرِوا توراةُ موسى وإنجيلُ المسيحِ رَوَتْ = عنْ فضلِهمْ وكذاكَ الصُّحْفُ والزُّبُرُ قد فازَ من كانَ والاهُمْ وناصَرَهُمْ = وخابَ أعداؤُهمْ مَنْ حقَّهُمْ نَكَروا مَنْ ناصَبُوا آلَ بيتِ المصطفى حسداً = محاهُمُ الدهرُ والتاريخُ واندثروا هاذي القبابُ عَلَتْ في الجوِّ شامخةً = نحوَ السماءِ إليها يشخَصُ البَصَرُ فأينَ أعداؤُهُمْ صارَتْ مكانتُهُمْ = وأينَ مِنْ هذهِ البطحاءِ قد قُبِروا حتى حسِبتُهُمُ لم يُخلَقوا أبداً = من حيثُ ليسَ لهم ذكرٌ ولا أثَرُ عفى الزمانُ على آثارِهِمْ ومحا = ذكرَاهُمُ وتغاضَتْ عنهُمُ السِّيَرُ راموا الحياةَ فماتُوا قبلَ موتِهِمُ = وفيهُمُوُ تُضرَبُ الأمثالُ والعِبَرُ وبعدَ عزٍّ أراهُمْ أُنْزِلُوا حُفَراً = هذا إذا قَبِلَتْهُمْ تِلكُمُ الحفرُ وبعدَ لبسِ حريرٍ أُلْبِسُوا كَفَناً = وبعدَ مُتَّكَأٍ تحتَ الثّرى طُمِروا لربّما لحياةِ العزِّ قد ظَفِروا = ماتوا فأينَ الذي مِنْ عيشِهِمْ ظَفِروا ماتوا بذلٍّ فمَنْ قد عادَ يذكُرُهُمْ = وكلُّ ما كسبوا في العيشِ قد خسروا لربّما جلسوا فوقَ العروشِ وقد = كانوا سكارى برغدِ العيشِ قد سكروا إنْ كانَ هذا لهُمْ في الدهرِ مكسبُهُمْ = فهُمْ لمثلِ مقامِ الآلِ قد فَقِرُوا لقد رأوا حبَّ آلِ المصطفى خَطراً = على عروشِهِمُ إذ يُعظَمُ الخطرُ فقرَّروا حبسَهُ لكنَّهُم فشِلوا = ماتوا وهُمْ في سجونِ البُغضِ قد أُسِروا دعْهُمْ يقولونَ ما شاءوا وما رغِبوا = فالشمسُ لم يَأْتِها مِنْ غيمةٍ ضررُ هذي الملايينَ ضمّتْ كربلاءُ وفي = قلوبِهِمْ حبُّ أهلِ البيتِ يستعرُ فليتَ مَنْ حاربوا أهلَ الرسالةِ في = أرضِ الطفوفِ بهذا الحشدِ قد حضروا اِسْمَعْ هتافاتِهِمْ اُنْظُرْ تهافُتَهُمْ = يا ليتَهُمْ سمِعوا يا ليتَهُمْ نظروا هذا الحسينُ أبيٌّ شامخٌ أبداً = وهْوَ الذي كانَ في البيداءِ يعتفرُ قد حاولوا شأفَهُ مِنْ بعدِ مقتلِهِ = مِنَ القلوبِ ولكنْ حبُّهُ بَذَروا إنْ حاولوا مسْحَهُ من قلبِ عاشقِهِ = فليقتلوا كلَّ أهلِ الأرضِ إنْ قدروا هو القتيلُ الذي أردى بقاتِلِهِ = والحقُ يبقى وإنَّ الظلمَ يندَحِرُ صَنَعتَ للناسِ والتاريخِ ملحمةً = فليسألوكَ فأنتَ الردُّ والخَبَرُ أنتَ الجِنانُ ومَنْ قد حارَبُوكَ لقد = تَلَقّفتْ واستزادَتْ مِنْهُمُ السّقَرُ قلْ للذينَ رَمَوا قتلَ الحسينِ لقد = أحيَوْهُ مِنْ حيثُ لا حسُّوا ولا شَعَروا قتلُ الحسينِ مصابٌ خالدٌ أبداً = طولَ الدهورِ جليٌّ ليسَ يستترُ حزنٌ بشيعتِهِ لا ينطفي أبداً = وذنبُ مَنْ قَتلوهُ ليسَ يُغتَفَرُ بصاحبِ العصرِ إنَّ اللهَ منتقمٌ = مِنْ قاتِليهِ، بهذا يحكمُ القَدَرُ
Testing