شعراء أهل البيت عليهم السلام - سِفْرُ الشهادةِ

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
147
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:15 صباحًا

طُفْ حولَ ذكراهُ واخضعْ عندَ حضرتِهِ = وارمُقْ سنا المجدِ وضّاحاً بغرَّتِهِ واستلهِمِ العزَّ إذ صاغَتْ مشاهدَهُ = روايةُ الدمِ في أبعادِ سيرتِهِ وارحلْ إلى موطنِ الأحرارِ متّجهاً = إلى المعالي حثيثاً نحوَ ذِرْوتِهِ إلى الشعاعِ الذي مازالَ متّقداً = من نورِ جبهتِهِ أو نارِ شعلتِهِ يطوفُ بالدهرِ سياراً وتنظرُهُ = عينُ البصيرةِ شفَّافاً بِرَوعتِهِ أصفى من التبرِ ما شابت نقاوتَهُ = أهواءُ دنيًا وقدْ ماجَتْ بساحتِهِ ودولةُ الحقِّ في مرمى الضلالِ غدَتْ = حينَ استقرَّت بأيدي شرِّ عصبتِهِ واستفحلَ البغيُ والأشرارُ قد ولغُوا = بالدمِّ والضعفُ قد أزرى بصحبتِهِ فالبعضُ مدَّ إلى الطاغوتِ بيعتَهُ = والبعضُ آثرَ سِلْماً في مذلّتِهِ حتى إذا ضاقتِ الأرضُ بِما رحُبَتْ = ولم يطِبْ في هوانٍ رحبُ فُسْحتِهِ تكالبَ الظلمُ والأحقادُ قد برزَتْ = لتنشرَ الخزيَ في أرجاءِ شِرْعتِهِ وحُوصِرَ الدينُ حتى باتَ محتضَراً = على شفيرٍ يُقاسي جورَ أمّتِهِ تظافرَتْ حولًهُ الدنيا بأسهُمِها = وكشَّرَ الحقدُ أنياباً لنهشتِهِ تسلَّحَتْ بسيوفِ الكفرِ عازمةً = أن تأخذَ الثأرَ من طَهَ بعترتِهِ وتطفئَ النورَ والإسلامَ تنحرُهُ = بسيفِ شَيْبَةَ بلْ في رمحِ عُتْبَتِهِ كي يرجعوا بعدَ تسليمٍ إلى هُبَلٍ = عوداً إلى الشِّرْكِ والماضي وحِقْبتِهِ عاثوا فساداً وأبدوا من عداوتِهم = وأظهرَ اللؤمُ فيهِمْ غلَّ زُمْرَتِهِ شَفَتْ قلوبَ أُمَيٍّ من دِمائهِمُ = وكأسُ مروانَ يُجلِيها بخمرتِهِ ويعتلي الحكمَ رجسٌ من علوجِهِمُ = حينَ استبدَّ بنو صخرٍ بِسُدَّتِهِ هبَّتْ ليوثُ الشَّرَى فجراً لنصرتِهِ = ومن عرينِ الإبا سعياً لنجدتِهِ لمّا أثارَ أبو السبطينِ غيرتَها = والضيغمُ الحرُّ موشومٌ بغرَّتِهِ والنسرُ في أفقِ العلياءِ ملعبُهُ = وواهِنُ الطيرِ في أوكارِ ذِلَّتِهِ وللكريمِ سفوحُ العزِّ يسكنُها = ولا حياةَ لمَنْ يَرضى بحفرتِهِ ليرسلَ الروحَ في أسمى مداركِها = ويرخصَ النفسَ إيفاءً لنهضتِهِ يشقُّ درباً إلى الثوارِ يوصلُهُمْ = إلى الكرامةِ ما ساروا بخطوتِهِ وما صداها سوى آياتِ ذي كِبَرٍ = جهراً تُرَتِّلُها الدنيا بصرختِهِ أعطى الشهادةَ معنًى لا نظيرَ لهُ = وللفداءِ مثالاً عندَ وَثْبَتِهِ وللإباءِ دروساً حينَ جسَّدَها = نجلُ ابنِ فاطمةٍ حقًّا بثورتِهِ والبذلُ أقصاهُ بذلُ النفسِ مرخَصَةً = للهِ حقًّا ويَشريها لنصرتِهِ فليسَ أكرمُ من معطٍ حشاشَتَهُ = وليسَ أبذلُ من فادٍ بمهجتِهِ أيا حسيناً ويا إسماً تُقَدِّسُهُ = جلُّ البرايا وتدعو تحتَ قبّتِهِ هذي دماؤكَ خطَّتْ بالمدى صُوراً = برَّاقةً تنجلي عن حُسنِ صُورتِهِ سَلِ العواسلَ والأسيافَ هلْ خدَشَتْ = منهُ المحاسنَ أمْ زادَتْ بفتنتِهِ؟ فيومُكَ الخلدُ لن تنسى ملامحَهُ ال = حمراءَ أفئدةٌ تبكي لمحنتِهِ للهِ مصرعُكَ الدامي وأيُّ دمٍ = قد سالَ بالطفِّ لم يرعَوا لحُرمتِهِ ورأسُ مَنْ رفَعُوا فوقَ الرماحِ ومَنْ = جالَتْ خيولُ الأعادي فوقَ جُثَّتِهِ؟ تركْتَ سفراً تنيرُ الدهرَ أحرفُهُ = ومنبراً يوجعُ القلبَ بعبرتِهِ ومحجراً قد روى الأيامَ ساجمُهُ = وليسَ يُحْجِمُ عن إهدارِ دمعتِهِ
Testing